يبدو أن مرتزقة البوليساريو بدأوا يدركون جيدا أن أي حرب جديدة قد تندلع بين الجبهة الانفصالية والقوات المسلحة الملكية، سيكون فيها هلاكهم، حيث اعترفوا في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسبانية، من بينها "إل بوبليكو" و"إل دياريو"، أن موازين القوى بين الطرفين تغيرت كثيرا في السنوات الأخيرة، بسبب امتلاك المغرب لمعدات وأسلحة تعتمد على أحدث التيكنولوجيات العسكرية. أحد قادة الجبهة، المدعو محمد فوضيل، تحدث عن ساعات الرعب التي قضاها قبل بضعة أشهر، عندما كان رفقة قائد ما يعرف بالدرك الصحراوي، في مهمة الهدف منها مهاجمة الجيش المغربي المتمركز بإحدى نقاط المراقبة بالجدار الدفاعي، حيث أكد أنهم لم يشعروا إلا بنزول سبعة صواريخ دقيقة دمرت المركبات التي كانوا على متنها، وأردت رفيقه قتيلا على الفور، فيما أصيب هو بشكل بليغ، بعدما اخترقت جسده عدة شظايا، واحترقت مناطق من جسمه، حيث أمضى عدة أسابيع في العناية المركزة. ويضيف المتحدث أن الجيش المغربي تمكن من رصد تحركاتهم بشكل سريع، وأرسل طائرات "درون" قتالية، قامت باستهدافهم بشكل دقيق وفي زمن قياسي، قبل أن تختفي فجأة عن الانظار. عناصر أخرى من الجبهة أكدت أنهم أصبحوا يعيشون رعبا حقيقيا، وتحولت الطائرات المسيرة المغربية إلى ما يشبه الكابوس، حيث قال عنها أحدهم بأنها لا ترى ولا تصدر أي صوت، وكأنها تنبعث من الفراغ، وهو ما جعلهم مرعوبين وينظرون باستمرار إلى السماء كلما حاولوا الاقتراب من الجدار الدفاعي المغربي، كما يضطرون إلى الفرار من السيارات العسكرية التي يمتطونها إذا ما قاموا بإطلاق النار.
للإشارة فإن القوات المسلحة الملكية لم تشر إطلاقا إلى قيامها بأي تدخل عسكري ضد مرتزقة البوليساريو، عكس ما تدعيه الجبهة الانفصالية، فيما تقول وسائل إعلام أجنبية أن الجيش المغربي يستعمل طائرات الدرون لرصد التحركات المعادية التي تشكل خطرا على جنوده، حيث ترسل إحداثيات دقيقة لفرق المدفعية وطائرات الإف 16 التي تتولى توجيه ضربات محدودة وجد مركزة.