حصلت إسبانيا على ضمانات كافية من الجزائر للحصول على الكميات من الغاز التي يتطلبها السوق الإسباني، وتهدف الى عقد قمة على مستوى عال لتعزيز العلاقات. وتشير المعطيات الى فشل مدريد في إقناع الجزائر الإبقاء على أنبوب الغاز الذي يمر عبر الأراضي المغربية. وتحول الغاز الى محدد رئيسي للعلاقات الجزائرية-الإسبانية منذ سنوات طويلة، ولكنه اكتسب أهمية خاصة خلال السنة الأخيرة بفضل ارتفاع أسعار الغاز في السوق الدولية وارتفاع الطلب عليه لإنتاج الكهرباء سواء للاستهلاك المنزلي أو الصناعي. وتستورد إسبانيا أكثر من 50% من حاجياتها من الجزائر، وحاولت تنويع مصادر الغاز وخاصة الاستيراد من الولاياتالمتحدة إلا أنها عادت لتعتمد على الغاز الجزائري. وفي أعقاب قرار الجزائر إنهاء العمل بأنبوب الغاز المار عبر المغرب نهاية الشهر الجاري، سارع وزير الخارجية خوسي مانويل ألفاريس إلى الجزائر لإجراء مباحثات لضمان الغاز. وأجرى هذه المباحثات مع الرئيس الجزائري عبد العزيز تبون نفسه مساء أول أمس الخميس وفق موقع الوزارة نفسها، وصرح بعد الاجتماع للصحافة "لقد توصلنا بضمانات تزويد الجزائر لإسبانيا بالغاز وكذلك التعهد الجزائري لتلبية الطلب الإسباني". وحتى الوقت الراهن، تتوصل إسبانيا بأكبر حصة عبر أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب لكنها ومنذ الشهر الجاري ستبدأ بضخ الغاز بالكامل عبر أنبوب "ميد-غاز" الذي يربط شواطئ غرب الجزائر بجنوب شرق الأندلس علاوة على استعمال السفن. وتشير مصادر دبلوماسية إسبانية إلى فشل وزير الخارجية الإسباني إقناع الجزائر باستمرار العمل بالأنبوب الذي يمر عبر المغرب لأنه عنوان تعاون دولي في غرب البحر الأبيض المتوسط إلا أن الجزائر ترفض الاعتماد عليه. ولا تستبعد مدريد العودة الى استعمال الأنبوب ابتداء من سنة 2023 في حالة تحسن العلاقات بين المغرب والجزائر.