لم يُرد الصحافي الإسباني الشهير توماس رونسيرو أن يمر حفل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الخاص بتوزيع جوائزه عن عام 2012 المنقضي أن يمر مرور الكرام بدون ترك بصمة والكشف عن قنبلة من العيار الثقيل كما اعتاد في الآونة الأخيرة. وشكك رونسيرو المعروف بولائه التام للقلعة المدريدية ونجومها الكرويين عبر برنامج "بونتو بيلوتا" الرياضي الشهير بشكل تام بعملية التصويت على جائزة أفضل لاعب في العالم التي يمنحها الفيفا بالتعاون مع مجلة "فرانس فوتبول" الرياضية الفرنسية. واستشهد أبرز صحافيي جريدة "آس" الإسبانية بتصريحات قائد المنتخب البرتغالي تياغو سيلفا عندما قال أنه قام بالتصويت للبرتغالي رونالدو قبل أن يتفاجأ بذهاب صوته للأرجنتيني ميسي من خلال قائمة الفيفا التي تم الكشف عنها بعد نهاية الحفل السنوي في مدينة زيوريخ السويسرية. ولم يكتفِ رونسيرو بواقعة تياغو سيلفا بل استدل أيضا بتصريحات زميله في النادي الباريسي زلاتان إبراهيموفيتش بتأكيده أنه قام بالتصويت للإسباني أندريس إنييستا فيما تُظهر قائمة الفيفا قيام السويدي العملاق باختيار تشافي هيرنانديز في المرتبة الأولى والإيطالي أندريا بيرلو ثانياً وميسي ثالثاً وسط غياب تام لصاحب أغلى هدف في تاريخ الماتادور الإسباني في نهائي كأس العالم في جنوب افريقيا 2013. وأبرز رونسيرو واقعة ثالثة من حالات التزوير والتلاعب على حد وصفه عندما صرح أن البرتغالي باولو دوارتي مدرب منتخب الغابون لم تصله من الأساس أوراق الفيفا للتصويت على جوائزه رغم امتلاكه كامل الحق في التصويت مثل بقية مدربيّ المنتخبات العالمية. ويحق لمدربي وقادة المنتخبات الكروية حول العالم التصويت واختيار أفضل ثلاث أسماء على صعيد اللاعبين والمدربين حيث يحصل صاحب المركز الأول على خمس نقاط والثاني على 3 فيما يكتفِ الأخير بنقطة وحيدة. وتواصل هجوم رونسيرو العنيف وطال هذه المرة الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم للعام الفارط ليونيل ميسي متهماً إياه بالنفاق في تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وكتب رونسيرو في تغريدته:" ميسي يقول أنه من الغباء عدم وجود كريستيانو رونالدو على المنصة كأحد أفضل اللاعبين في العالم، إذن لماذا لم يصوت له؟ هذا هو النفاق بعينه؟ ويشير رونسيرو إلى حديث ميسي في المؤتمر الصحافي الذي سبق الحفل الرسمي للفيفا للإعلان عن الفائز بجائزة الكرة الذهبية وجمع المرشحين الثلاثة وأكد فيه البرغوث الأرجنتيني جدارة النجم البرتغالي في التواجد في طليعة أفضل اللاعبين رغم عدم التصويت له حيث وقع اختياره على زميليه في برشلونة تشافي وإنييستا بالإضافة لمواطنه أغويرو. ودأب الصحافي العاشق للنادي الملكي على الهجوم على ميسي والتقليل من أرقامه القياسية في كل حدث يصنعه نجم البلوغرانا والتانغو مثل إدعائه أن الأرجنتيني قام ب"سرقة" علنية للكرة الذهبية في مرتين الأولى كانت في عام 2010 عندما لم يحقق البرغوث الكثير مع فريقه الكاتالوني والثانية في العام الفارط 2012 فيما اعترف في الوقت ذاته بأحقية ميسي بالجائزة الفردية في عامي 2009 و2011 وقت قيادته البارسا إلى لقبيّ دوري أبطال أوروبا في روما وويمبلي. كما فجر رونسيرو المتعصب مفاجأة من العيار الثقيل بتقديمه أدلة ومستندات زعم فيها أن ميسي لم يحطم الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في سنة تقويمية واحدة رغم احتفال وسائل الإعلام العالمية بإنجاز البرغوث التاريخي الذي حطم رقم التوربيد الألماني غيرد مولر الصامد منذ 40 عاماً. وذكر رونسيرو في تحقيق لصحيفته "آس" أن لاعباً زامبياً يدعى غودفراي تشيتالو سجل 107 أهداف في عام 1972 -تاريخ تسجيل مولر رقمه القياسي- ما يجعله صاحب الرقم الأكبر من الأهداف كون ميسي اكتفى بتسجيل 91 هدفاً في عام 2012 وهو رقم بعيد عن رقم تشيتالو على حد زعمه. ورفض الاتحاد الدولي الاعتراف برقمي ميسي وتشيتالو على حد سواء إلا أن موسوعة غينيس للأرقام القياسية أكدت على إدارج رقم ميسي الجديد في كتاب غينيس 2013. وأعلن مساء الاثنين عن تتويج ميسي ب"الكرة الذهبية" للمرة الرابعة على التوالي محققاً رقماً قياسياً جديداً في عدد مرات الفوز بالجائزة الفردية الأرفع في العالم متجاوزاً ما حققه الفرنسي ميشيل بلاتيني والهولنديين يوهان كرويف وفان باستن. وحصل ميسي على جائزة أفضل لاعب في العالم بنسبة 41.6% من مجموع أصوات المدربين وقادة المنتخبات والصحافيين المعتمدين متفوقاً على غريمه كريستيانو رونالدو الحاصل على 23% وبفارق ملحوظ على زميله في برشلونة أندريس إنييستا.