يقال أن حبل الكذب قصير جدا، ذلك ما تبين بالملموس، بعد أن عمد عميل المخابرات الجزائرية "السعيد بن سديرة" إلى توجيه اتهامات مباشرة للمغرب، بالوقوف وراء الحرائق التي تشهدها منطقة القبايل الجزائرية، حيث نشر تدوينة عبر حسابه الفيسبوكي، جاء فيها: "الحرائق الأخيرة في جبال القبائل، تقف وراءها عناصر الماك بدعم وتحريض من المخزن المغربي"، قبل أن يعود بتدوينة جديدة قال فيها: "وصلتني معلومات من داخل المخزن المغربي تفيد أن عناصر تابعة لحركتي رشاد والماك يقفون وراء سلسلة الحرائق"، الأمر الذي جر عليه موجة سخرية عارمة من قبل عدد من متابعيه، حيث قال أحدهم: "من أنت حتى تخترق المخابرات المغربية وتحصل على هذه المعلومات الدقيقة، وهي -المخابرات- من هي.. يشهد العالم كله بقوتها". المثير في الموضوع، أن نشطاء مغاربة عبر الفيسبوك، ذكروا "بن سديرة" بمقطع فيديو قصير، كان قد نشره بتاريخ 03 يونيو الماضي، أكد من خلاله أن الجزائر ستشهد خلال هذا الصيف سلسلة من الحرائق، خطط لها بشكل ممنهج ودقيق، وهو ما يعزز فرضية تورط نظام العسكر الجزائري في افتعال هذه الحرائق، انتقاما من سكان "القبايل" الذين عبروا عن رغبتهم في الاستقلال عن نظام "الكابرانات"، بدليل شهادة "بن سديرة" قبل حوالي شهر (الفيديو)، على اعتبار أنه عميل للمخابرات الجزائرية. اتهامات "بن سديرة" التي وجهها إلى المغرب، بالوقوف وراء "حرائق القبايل" لا يمكن لعاقل أن يصدقها لسبب بسيط جدا، هو أن المغرب حتى وإن سلمنا قطعا بأنه من يقف وراء هذه الحرائق، ليس غبيا لدرجة أنه يسرب معلومة بهذه الخطورة، ولمن؟ لعميل المخابرات الجزائرية، بيد أن المستفيد الوحيد من افتعال هذه الحرائق و "إبادة" ساكنة "القبايل" هو النظام العسكري في الجزائر نفسه، لأنه يعي جيدا حجم الخطر الذي يتهدده بسبب ثورة سكان القبايل ومطالبتهم باستقلالهم عن الجزائر، وهو سبب كاف كي يدفع نظام "الكابرانات" إلى تصفية كل معارضيه، حتى ولو كلفه ذلك إزهاق المئات من الأرواح البريئة.