رغم ان اتهام المغرب بالتجسُّس لا يعدو سوى مؤامرة من أعداء الوطن على رأسهم الجزائر ، ورغم ان هذه المؤامرة فطن لها المغرب وطالب بدليل واحد على صحتها ، إلا أنه في الواقع لاشيء يوحي بالاستغراب في هذا الأمر ، لكون مُعظم الدول العظمى تتجسس منذ القدم وإلى الآن ، وذلك لحماية مصالحها من كل الأخطار المُحدقة بها. مُخابرات مغربية قوية أمام دول تَكِيلُ بمكيالين فالتجسس ليس وليد اليوم ، وليس بالظاهرة الغريبة التي نتعجب من شُيوع اخبارها ، فالمغرب كباقي الدول التي تسير في طريق التقدم والنَّماء ، أصبح قادرا على مواجهة المكائد التي تتربص به بفضل جهاز المخابرات الذي أصبح قويا وينافس أقوى الأجهزة الاستخباراتية الدولية ، بل يقوم بمدها بمعلومات دقيقة تُجَنِّبها حمامات الدم لاسيما فيما يتعلق بالإرهاب وتتبع خطوات الإرهابيين وإفشال مخططاتهم الإجرامية، وهنا نستخلص "سكيزوفرينية" بعض الدول بينهم فرنسا التي تقوم بالتجسس في ابشع صوره ، و ترى تقديم معلومات استخباراتية من طرف المغرب حول الارهاب يُعَدُّ انجازا وتعاونا ، وحين تشيع الشائعة حول نظام التجسس "بيغاسوس" تُعاتِب المغرب بحجة التجسس عن الخصوصيات... ما بين ضغوطات الأمس واليوم.. جلالة الملك سدا منيعا في وجه أعداء الوطن هي مفارقات كانت ولا تزال تَنْهَجُها الدول الإمبريالية التي تكيل بمكيالين وتحاول ضرب كل الدول الصاعدة حتى لا تتأثر مصالحها فيها ، وهذا ما يقع بالضبط مع المغرب الصاعد الذي أثبت انه يسير بخطى ثابتة نحو فرض وجوده بين الدول الكبرى ، لاسيما حين قرر وهو واثق في نفسه ان يواجه أكبر الدول ويقطع علاقته معها كألمانيا وإسبانيا والجزائر التي في الطريق ، وأصبح يتعامل بسياسة النِّد للند وفرض الأمر الواقع ، وهذا طبعا لن يروق الدول المارقة التي يسري الاستعمار في دمائها ، فتحاول الإجهاز على الطريق التي يسير فيها المغرب كما فعلت معه سابقا في القرن 16 بعد النصر المجيد للمغاربة بقيادة الزعيم الأسطورة يعقوب المنصور في معركة وادي المخازن ، وكذا ضغوط هذه الدول الدِّكتاتورية في القرن 19 بفرض الاتفاقيات المُهينة ونظام الحماية القنصلية لإقبار الإصلاحات الإدارية والاقتصادية والعسكرية التي قام بها الملوك المغاربة مولاي عبد الرحمان ومحمد الرابع ومولاي سليمان والحسن الأول، وكل هذه الهجمة الامبريالية من أجل جعل بلدنا تحت رحمة الاستعمار الغاشم. مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس لكن اليوم شتان بين مغرب الأمس ومغرب اليوم الذي يقوده الملك محمد السادس الذي أبان عن سياسة رشيدة وقوية وحازمة في التعامل مع الدول المعادية للوطن ، ولحد الآن اثبتت هذه السياسة نجاعها وتفوقها على خطط أعداء الوطن . وفتح جلالته أوراشا كبرى تُعبد الطريق نحو بلوغ أعلى المراتب بين الدول ، كإنجاز القمر الاصطناعي محمد6 ، ومشروع أنبوب الغاز من نجيريا ، وتصنيع اللقاح بشراكة وتعاون مع الصين ، وإطلاق أكبر حاسوب في افريقيا للأرصاد الجوية ، إلى جانب مجموعة من المشاريع الكبرى المهمة.دون أن ننسى العلاقات الاستراتيجية التي ربطها المغرب منذ سنوات ، أسفرت عن نتائج إيجابية اخرها اعتراف أمريكا بالصحراء المغربية وهو ما أصاب الأعداء الجيران بالسُعار(الجزائر والإسبان).. المغاربة خلف قائدهم والمغرب خط أحمر فأمام هذه السياسة الإقتصادية القوية لجلالة الملك التي رفعت المغرب إلى مراتب متقدمة وبوأته مكانة كبيرة بين المجتمع الدولي وأصبح يضرب له ألف حساب، ما علينا كمغاربة سوى مباركتها ودعمها لأنه كما يقول المثل الشائع والذي يحمل معاني ودلالات كثيرة في طياته :" الواحد يموت على ولادو ولى على بلادو". فالوطن كالإبن وحبه يرقى الى حب الأبناء والتضحية في سبيله تقتضي الالتحام والالتفاف ونبذ الخلافات من أجل مواجهة الأعداء المتربصين بهذا البلد ، ولامحال سوف ينتصر الوطن ويخرج سالما غانما ، والخزي والعار لكل القوى الإمبريالية الإستعمارية الغاشمة.