قام رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، بزيارة تفقدية لمعاينة تقدم أشغال تركيز المستشفى الميداني، الذي وفرته المملكة المغربية للمساهمة في الحد من الانتشار السريع لفيروس كورونا. ووفق شريط فيديو من زُهاء 8 دقائق نشرته رئاسة الجمهورية التونسية على صفحتها الفيسبوكية، فإن قيس سعيد وجد في استقباله مجموعة من المسؤولين المدنيين والعسكريين المغاربة، قصد تقديم شروحات للرئيس حول تقدم الأشغال المستمرة ليل نهار، ودور المستشفى الميداني في الحد من انتشار الجائحة العالمية. وبهذه المناسبة، ألقى الرئيس التونسي كلمة تقدم من خلالها إلى الشعب التونسي الشقيق بأحر التهاني بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، "ونرجو من الله أن نعيد هذا العيد في أفضل الأحوال". وزاد قيس سعيد أن سبب زيارته المستشفى المغربي مرده إلى كونه يريد "معاينة ما يقوم به الأشقاء المغاربة، إذ جاء عدد كبير منهم إلى هذا المكان بعد اختباره على أسس علمية". وتوجه الرئيس عينه بالشكر إلى كل التونسيين على وقوفهم وقفة تاريخية. "كما أتوجه بالشكر إلى أشقائنا في كل مكان، الذين ساهموا معنا دون أن نطلب منهم ذلك، وأقاموا جسورا في الجو والبحر وعلى الأرض لشد أزر تونس في هذه المحنة". "نحن لسنا في سباق ضد أحد؛ بل إننا في سباق ضد الساعة. لا نريد أن نعدّد ما تم القيام به هذه الأيام. تقريبا كل ساعة في المطار أو على الحدود أو في الموانئ تأتي المساعدات من كل حدب وصوب، لأن الشعوب الشقيقة تشعر بالأخوة الصادقة والثابتة والراسخة في التاريخ"، يبرز قيس سعيد. وطمأن الرئيس المذكور التونسيين والتونسيات بالقول "إننا سننتصر في النهاية؛ سنفوز بهذا التآزر والتآخي التلقائيين"، شاكرا، بهذه المناسبة، "فضلا عن أشقائنا، المجتمع المدني التونسي، باعتباره الفاعل الحقيقي في البلاد". وبالنسبة إلى الأوكسجين، يشدد قيس سعيد، "فليطمئن التونسيون أن هناك جسورا من كل مكان؛ من المغرب، من الجزائر، من مصر، من المملكة العربية السعودية، من الكويت، من مجموعة من الدول الأخرى التي أقامت هذه الجسور لتزويد البلاد بالأوكسجين. لقد شكرتهم على هذه الالتفاتة لأنهم إخوة، والأخوة تظهر عند الشدائد". "مسألة الأوكسجين سيتم حلها في القريب العاجل، ولن يشكو أحد من ندرة هذه المادة الحيوية. إن ما قامت به السلطات الأمنية والعسكرية المغربية من نقل الأوكسجين من مكان إلى آخر تستحق التنويه والشكر نظير الجهود التي تبذلها. على التونسيين أن يطمئنوا، لأن الأوضاع ستتغير نحو الأفضل في المقبل من الأيام"، يختم رئيس الجمهورية التونسية كلمته. يُذكر أن الملك محمد السادس سبق له أن أمر بإرسال مساعدة طبية عاجلة إلى تونس، عقب تدهور الوضع الوبائي في هذا البلد المغاربي الشقيق، بسبب الارتفاع الحاد في حالات العدوى والوفيات المرتبطة ب"كوفيد-19". وتتكون هذه المساعدة الطبية من وحدتي إنعاش كاملتين ومستقلتين، بطاقة إيوائية تبلغ 100 سرير. كما تشمل المساعدة 100 جهاز تنفس ومولدين للأكسجين بسعة 33 م 3 / ساعة لكل واحد منهما.