يبدو أن قرار المغرب دعم استقلال "شعب القبايل" وتقرير مصيره زعزع النظام الجزائري والساهرين على أشغال قصر المرادية، إلى درجة أن وزارة الخارجية استدعت سفيرها لدى الرباط للتشاور، وأنها "لا تستبعد اتخاذ إجراءات أخرى"، مبررة هذا الإجراء ب"غياب أي صدى إيجابي ومناسب من الجانب المغربي". قرار المغرب هذا خلف ردود فعل إيجابية من قبل "شعب القبايل"، الذي رحب بدعم المغرب ونوه به، على أمل أن ينال "القبايليون" استقلالهم من نظام الجارة الشرقية المزعجة كما وصفها محللون سياسيون في تصريحات سابقة. وعلى هذا الأساس، تفاعل اليزيد عابد، المتحدث باسم اتحاد جمهورية القبايل (URK)، مع الموضوع قائلا إن كل منطقة "القبايل" مرتاحة لهذا الاعتراف الذي طال انتظاره. إنها التفاتة شجاعة وتاريخية تشرف الملك محمد السادس، وتعطي للدبلوماسية المغربية مكانتها النبيلة؛ إن الملك يثبت بالتالي أنه يدعم التطلعات الحقيقية للشعوب التي تعيش في شمال إفريقيا والبحر المتوسط. وزاد عابد، في تصريح خصّ به موقع "أخبارنا"، أن "شعب القبايل" عانى كثيرًا من إنكار الدولة الجزائرية منذ عام 1962. لقد كنا نأمل أن تواجه الجزائر في نهاية المطاف الحقائق وتعترف بحقوقنا الأساسية. لكن للأسف، من سنة إلى أخرى، من جيل إلى آخر، عززت القوة الجزائرية فقط سياستها المناهضة للقبايل. إنها لا تدخر جهدا في القضاء على الشخصية القبايلية والأمازيغية. وتابع المتحدث باسم اتحاد جمهورية القبايل حديثه بالقول إن "القطيعة وقعت بين "القبايل" والجزائر عام 2001 خلال "الربيع الأسود"، عندما لجأت قوات الأمن الجزائرية إلى أسلحة الحرب لقتل 127 شابًا من القبائل، وتعطيل آلاف الآخرين مدى الحياة الذين طالبوا بكل سلمية بالديمقراطية لكل الجزائر". "لقد فقدنا أملنا في الجزائر، ويظهر الرفض الهائل للقبايل (صفر تصويت) في الانتخابات الجزائرية الثلاث الأخيرة: الانتخابات الرئاسية في 12 دجنبر 2019، ومراجعة الدستور في 1 نونبر 2020، والانتخابات التشريعية في 12 يونيو 2021،" يوضح اليزيد عابد. وتطلع المتحدث نفسه إلى أن تواصل الدبلوماسية المغربية هذه العملية، إلى أن تتم المصادقة على حق تقرير المصير في منطقة "القبايل" من قبل أكبر عدد ممكن من الدول الجالسة في الأممالمتحدة. "كما نأمل افتتاح تمثيل دبلوماسي للقبائل في المغرب". ولم يكتفِ اليزيد عابد بهذا الحد، بل أشار إلى أن "شعب القبايل" بالنسبة إلى الجزائر إرهابيون محتملون. المئات من "القبايل" مسجونون حاليا لكونهم من القبائل. ومن بين هؤلاء نجل العقيد الأسطوري عميروش، ونشطاء من (MAK) و(URK) وغيرها من الحركات المستقلة. "من خلال هذا العمل الدبلوماسي المغربي، تواجه القوة الجزائرية تناقضاتها الخاصة. الدبلوماسية الجزائرية محرومة من أية أخلاق. إذ يتم وضع الكذب والغش ومعاداة القبائل كأسلوب للحكم. مثل الوحش الجريح، سترد الجزائر بعنف خلال الأيام القليلة المقبلة. قمعها سيكون شرسًا"، يبرز المتحدث باسم اتحاد جمهورية القبايل. واستغل اليزيد عابد الفرصة لتنبيه الرأي العام الدولي إلى تجاوزات القوة الجزائرية، والجرائم التي ارتكبتها والتي قد ترتكبها بحق شعوبها، خاتما حديثه بالقول إن منطقة "القبايل" سوف تحرر نفسها قريبا من الطغيان الجزائري. تجدر الإشارة إلى أنه سبق لعمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، أن دعا، خلال اجتماع دول عدم الانحياز يومي 13 و14 يوليو الجاري، إلى "استقلال شعب القبائل" في الجزائر، ردا على التدخل الاستفزازي لوزير الخارجية الجزائري حول الوحدة الترابية للمملكة المغربية.