حققت التلميذة المتفوقة أمينة زروالي، التي تتابع دراستها ضمن مؤسسة تعليمية خصوصية بمراكش، إنجازا كبيرا عندما اجتازت بنجاح امتحانات البكالوريا محققة بذلك معدل 19,53 من 20، الأعلى وطنيا. وفي أجواء من الفرح والسرور علتها هتافات وزغاريد، حظيت التلميذة زروالي، باستقبال خاص من لدن والديها وأقاربها والأطر البيداغوجية بالثانوية، على شاكلة النجوم الكبار، مرتدية قفطانا تقليديا ومحمولة على العمارية، لتخليد هذا الإنجاز الكبير. ويتعلق الأمر في الواقع، بتكريم لافت لفتاة شابة متفوقة، استطاعت، بتضحية وإصرار ومثابرة، أن تحصل على شهادة البكالوريا برسم دورة يونيو في شعبة العلوم الفيزيائية (خيار فرنسية) بنجاح باهر وعن جدارة واستحقاق. وفي بادئ الأمر، يوحي مظهر التلميذة زروالي، خلف نظاراتها الطبية، بنبوغها وعبقريتها. ولا أدل على ذلك مسارها الدراسي منذ الطور الابتدائي إلى حين بلوغها الطور الثانوي، وبراعتها في الرياضيات وكل ما يتصل بالفيزياء والكيمياء، دون إغفال شغفها اللامشروط باللغات، لاسيما اللغة الفرنسية. وعبرت التلميذة الشابة، في تصريح للقناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء (M24)، عن فرحها الكبير بتحقيق هذا الإنجاز، قائلة "تغمرني فرحة عارمة بعد حصولي على أعلى معدل للبكالوريا على الصعيد الوطني. إنه شرف كبير ومسؤولية عظمى". وتابعت أمنية، التي ترغب في متابعة دراستها في الطب أو الهندسة، "في واقع الأمر، كنت أنتظر نقطة جيدة، لاسيما وأنني كنت أتحصل على نقاط جيدة خلال مساري الدراسي، لكن تفاجأت عندما حصلت على النقطة الأولى على الصعيد الوطني، مذكرة بأنها حصلت على معدل 18,60 خلال السنة الأولى من البكالوريا. وأكدت أن "هذا النجاح هو ثمرة عمل جماعي لمحيطها ووالديها وأصدقائها وأساتذتها"، مضيفة أن "والديها وأصدقائها ومدرسيها رافقوها طيلة مسارها، وهو عامل مفصلي يجعل من هذا النجاح نجاحهم أيضا". أما الأساتذة فيثنون على التلميذة أمينة زروالي، حيث يرسمون صورة لطالبة منصتة للغاية وفضولية ومثقفة ومثابرة ومنخرطة بجدية في دراستها. وأشارت أستاذة التلميذة أمينة زروالي في مادة اللغة الفرنسية، السيدة خديجة غالمي، إلى أن "أمنية تلميذة منصتة ومثابرة تنخرط بجدية في دراستها. فهي تنظم وقتها وتنجز ما هو مطلوب منها في ساعتين على الأكثر بدل ثلاث أو أربع ساعات بالنسبة للآخرين". وأكدت الفاعلة التربوية أن "التلميذة أمينة كانت استثنائية خلال السنتين الأوليين من سلك البكالوريا، وشرفت أسرتها وأساتذتها ومؤسستها". وفي نفس المنحى، أشار مدير المؤسسة الخصوصية بالنيابة، السيد مصطفى بونو، إلى أن التلميذة أمينة تتسم بنجابتها ومواظبتها منذ السلك الابتدائي، حيث أبانت عن التزام باهر مكنها من بلوغ هذا الإنجاز اليوم". وعبر السيد بونو، عن امتنانه لكافة الأطر البيداغوجية بالمؤسسة الخصوصية، مبرزا أن "هذا الإنجاز يعد ثمرة عمل فريق لم يأل جهدا، رغم جائحة كوفيد-19، في مواصلة مجهوداته في سبيل ضمان تكوين جيد للتلاميذ وتحقيق النجاح". ولا يقتصر هذا الإنجاز على التلميذة أمينة زروالي لوحدها. فالمؤسسة تضم 8 تلاميذ ضمن الأوائل في نتائج البكالوريا على صعيد جهة مراكشآسفي، من ضمنهم شقيقة أمينة، إيمان زروالي، التي حصلت على معدل 19,46، لتحل ثانية على الصعيد الجهوي ورابعة على الصعيد الوطني. * وقال السيد عبد الفتاح زروالي، والد التلميذتين، إنه "فخور جدا بإنجاز ابنتيه، أمينة وإيمان، ومسرور برؤية مسار طويل وصعب يتوج بنجاح من هذا القبيل". وأشار السيد زروالي إلى أن "هذا الإنجاز هو ثمرة عمل جدي وتأطير ملحوظ من قبل الأم، التي تعمل مدرسة، ورافقتهم منذ دراستهم الابتدائية"، قبل أن يخلص إلى أن العبقرية "شأن عائلي".