قطعوا شوطا كبيرا من مسيرتهم التعليمية بتفوق نابع عن شكل من أشكال الموهبة، إذ إنهم في نهاية كل سنة دراسية كانوا يقطفون ثمار إنجازهم بمعدلات باهرة، وضعتهم في المراتب الأولى وبوأتهم الريادة في قائمة «الشرف» التي ضمت أسماء المتفوقين في نتائج امتحانات الدورة العادية من البكالوريا..، التفوق كان غاية تدفع بهم إلى أعلى المستويات، فجعلوه هدفا قريب المنال ارتفعت همتهم إليه عندما أبصروا خطواته..إنه ليس أمنية ترتجى فقط، ولا يتأتى صدفة، بل يحتاج إلى نظام وعمل والتزام.. اتفق جميعهم على أن للتفوق عنوان واحد شعاره «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد»، وهم يؤكدون على أن المراجعة الدائمة والمستمرة، على مدار السنة، هي مفتاح النجاح والتوفيق. أوائل الناجحين في الدورة العادية لامتحانات البكالوريا على صعيد الأكاديميات الجهوية ممن تمكنا من التواصل معهم، يحكون ل»التجديد» كيف صنعوا التفوق واحتلوا مراتب الريادة، للراغبين وللطامحين في تحقيق معدلات التميز بنهاية أطوار التعليم المتوج بالبكالوريا، قبل ولوج عالم الجامعة أو المعاهد...وفي الصورة ضمنيا أسئلة مفتوحة للجهات المعنية، حول كيفية الاحتفاء بالتفوق، وتوجيه أصحابه الوجهة السليمة؟ وكيف يمكن رسم ملامح مستقبلهم والاستفادة من نجاحاتهم؟ البكالوريا الدورة الأولى 2012 451953 عدد المترشحين 378.186 اجتازوا الامتحان 15.34 في المائة من الأحرار 54,46 بالمائة من الشعب العلمية والتقنية 78,84 بالمائة من التعليم الخصوصي 42,06 بالمائة حصلوا على ميزات 19.28 أعلى معدل وطني ● بنسبة نجاح بلغت 64.09 في المائة: أكاديمية وادي الذهب في المرتبة الأولى وطنيا ● بنسبة نجاح وصلت 56.22 بالمائة: أكاديمية جهة فاس بولمان تتبوأ المرتبة الثانية، للسنة الثانية على التوالي. ● بنسبة نجاح بلغت 53.41 في المائة: أكاديمة جهة مراكش تانسيفت الحوز احتلت المرتبة الثالثة. أنور عبادي.. الأول وطنيا بحصوله على معدل 19.28 وصفناه ب «النابغة» فكان رده «إنها بداية المشوار».. ليرسم بداية المنطلق في خط تفوق أبعد غاية وأقوى التزاما، وهو يرفع سقف طموحه وثقته بنفسه.. إنه أنور عبادي التلميذ الذي سجل معدل نجاح «قياسي» في امتحانات الدورة العادية للبكالوريا. فبحصوله على نقطة 19.28، استطاع أن يصنع الحدث، باعتلاء المرتبة الأولى في ترتيب الناجحين على المستوى الوطني.. متجاوزا بذلك أعلى معدل وطني سجل السنة الماضية وهو18.92، وكان قد حصل عليه التلميذ ياسر الروغي من جهة الدارالبيضاء في شعبة الرياضيات. ولأن تأمين النجاح لا يعني تحقيق التفوق إن لم يصل النجاح إلى مرتبة عليا، فإن ابن دكالة الذي انتمى إلى شعبة العلوم الفزيائية بالثانوية التأهيلية «الجرف الأصفر» بزاوية سيدي اسماعيل بالجديدة (جهة دكالة – عبدة)، لم تكن غايته من الدراسة أن ينجح – جرا – أو أن يحصل على شهادة البكالوريا في أدنى درجاتها، بل اختار أن يوقع على تفوق في أعلى مستوياته لا يمكن أن يساوي إلا الريادة، تتويجا لمجهود دراسي متألق بكل المقاييس. كان أنور الذي ينتمي لعائلة بسيطة ومتوسطة ماديا، يحتل المراتب الأولى في كل الأطوار التعليمية، جعلته يلفت انتباه أساتذته الذين جعلوا منه القدوة الحسنة لباقي زملائه في الدراسة. قال أنور «لا يوجد سر كبير في نجاحه وتميزه إلا العمل والمثابرة وحسن استغلال الأوقات». مشيرا إلى أنه لم يكن يعتمد برنامجا معينا، وإنما تسير مراجعته ومذاكرة دروسه حسب الحاجة وبشكل يومي، لأن التفوق يقتضي الاجتهاد في كل المواد سواء كانت مميزة للشعبة أو مكملة لها. أحمد عبادي والد التلميذ المتفوق الذي يزاول مهنة «خضَّار»، أكد أن ابنه أنور معروف منذ صغره بالانضباط والاجتهاد، وبأنه يقضي جل وقته بالبيت، مطالعا للكتب الدينية أو مراجعا لدروسه، إضافة إلى ممارسة أنشطة بدنية من قبيل لعب كرة القدم مع زملائه. كما يخصص وقتا راتبا لتقديم دروس الدعم لأخيه وأخته الصغرى، اللذين يوقعان بدورهما على المراتب الأولى في مسارهما الدراسي. بعد أن كان ابنه البكر قد توقف مساره الدراسي عند مستوى البكالوريا، ولحقت به ابنته الكبرى من مستوى الرابعة إعدادي. أنور عبادي لم يحسم قراره بعد في المعهد أو الكلية التي سيلتحق بها من أجل إكمال دراسته الجامعية، وأعرب عن أمله الكبير في أن يُوفقه الله لحسن الاختيار. هشام الهارم.. في أجواء الأسرة والأصدقاء صنع تفوقه الخاص في وسط أسرة مهتمة بالعلم وتساهم في التشجيع على التفوق، تضم 4 إخوة من الأوائل دراسيا، يرعاها والد مستواه جامعي (شعبة الفيزياء)، لم يدخر جهدا في سبيل تهيئتهم جميعا لأن يكونوا ضمن كوكبة الشرف للمتفوقين على مستوى مؤسساتهم التعليمية..، وبرفقة 5 أصدقاء جمعتهم المنافسة على التفوق منذ مرحلة الابتدائي، استطاع التلميذ هشام هارم التلميذ بثانوية ابن طفيل التأهيلية بواد زم، الذي حصل على ثاني أعلى معدل في امتحانات البكالوريا، والمرتبة الأولى على صعيد الأكاديمية الجهوية للشاوية ورديغة أن يرفع سقف طموحه ليصنع تفوقه الخاص. تحصل هشام على المرتبة الأولى في أول امتحان له، ليلازم بذلك النجاح والتفوق منذ نعومة أظافره، واستمر في حصد النتائج الإيجابية إلى غاية تحصله على شهادة البكالوريا بتقدير ممتاز وبمعدل 19.23، إذ لم يبعده عن المحتل للرتبة الأولى وطنيا سوى فارق بسيط. كان هشام الذي يهوى ممارسة التنس، مرشحا لأن يكون الأول بعد حصوله على معدل 19,47 في السنة الأولى من البكالوريا، ومعدل 19 بالامتحان الجهوي، وزكت نقاط علاماته في المواد الأساسية هذا الطموح(20 بمادة الفيزياء، 20 بمادة الرياضيات، و19.75 في مادة علوم الحياة والأرض). التحصيل التراكمي الذي كان يعمل به منذ بداية العام الدراسي كان له أثره البارز في النتائج التي كان يحصل عليها، إذ إنه منذ اليوم الدراسي الأول يرفع شعار «لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد»، حيث كان يراجع دروسه أولاً بأول وفق برنامج في مدة 5 إلى 6 ساعات يوميا، وبشكل مستمر طوال السنة، وفيما لم يتعامل مع الدروس الخصوصية في حياته الدراسية. لكن هشام يفضل المراجعة الجماعية مع أصدقائه الخمسة الذين جاؤوا بعده في ترتيب الناجحين بالبكالوريا، ويتمسك بقاعدة «النوم مبكرا والاستيقاظ باكرا»، وأن «تقديس الدراسة وجو المراجعة، يشعر بالمسئولية وضرورة إحراز التفوق». مبينا أن هذه السياسة جعلته يحقق ما هو مطلوب منه. بعد هذا المشوار الدراسي الممتاز، يخطط هشام الآن لاستكمال دراسته من خلال خيارين لم يحسم بعد في أحدهما : كلية الطب أو الأقسام التحضيرية. هند صناجي.. المحيط الأسري والدراسي حضرها نفسيا ومعنويا، وكان التميز اتخذت من المداومة على المراجعة رفيقا طيلة السنة الدراسية، هذه المداومة قالت التلميذة هند صناجي، أنها الوصفة الوحيدة للنجاح، وإن كانت قد فضلت أن تدرج نجاحها في خانة مواصلة درب النجاح الذي دشنه أخوها البكر وهو إطار بنكي، وأختها الكبرى أستاذة التربية الأسرية. قالت إن تشجيعاتهما وسند ودعم والديها القوي، شكل لها أكبر حافز نحو التطلع الى مستقبل جيد تمت رعايته في كل مراحلها الدراسية بالتعليم الخصوصي بداية في مرحلتي الابتدائي والاعدادي، قبل أن تكمل المشوار بالتعليم العمومي بثانوية ابن تومرت بنيابة آنفا. كان طموحها كبيرا، لأنها أدركت أن حدود النجاح قد تكون قريبة المنال من كل مجد ودؤوب، غير أن التفوق لا يناله إلا من أصاب حظا كبيرا من النجاح. وقد رسمت نقاط علاماتها في المواد الأساسية الطريق إلى هذا المبتغى: 20 في مادة الفيزياء، 19.75 في مادة الرياضيات، 19.25 في مادة علوم الحياة والأرض.. لتحقق النتيجة بتقدير ممتاز وتكون من الأوائل على المستوى الوطني حيث حلت رابعا في القائمة بحصولها على معدل عام 19.14، والأولى على صعيد الأكاديمية الجهوية للدار البيضاء الكبرى. قالت دنيا التي تهوى القراءة والكتابة باللغة الفرنسية، أن التحضيرات للامتحان كانت عادية غير مكثفة وبشكل يومي، منذ انطلاق الموسم الدراسي. كانت ترسخ ما درسته بالمراجعة ليلا، وتركزه في الساعات الأولى من كل صباح..، المحيط الأسري والدراسي حضرها نفسيا ومعنويا، وكان النجاح في البكالوريا وهي البداية لمسار مستقبل، تتمنى هند أن تكون بوابته من خلال استكمال دراستها الجامعية في الهندسة المعمارية. منال أحلال.. إنجاز دراسي يتوج سنوات من الجهد وهي على مشارف نهاية أطوار التعليم المتوج بالبكالوريا، أدركت أن الفرق بين التفوق والنجاح، هو أن التفوق أبعد غاية من النجاح، وأن أحد مداخله حسن التوجيه في محطة مفصلية تؤهل للمستقبل المنشود..، فما كان منها إلا أن عمدت إلى تغيير الشعبة من مسلك العلوم الرياضية في السنة الأولى من البكالوريا (وهي سنة تحديد المصير) إلى مسلك الفيزياء رغبة منها في دراسة الطب. منال أحلال صاحبة المركز السادس في ترتيب الناجحين وطنيا بحصولها على معدل 19.01، أكدت بأنها كانت متيقنة من عملها وأن تحضيراتها لهذه النتيجة كانت جيدة، خاصة وأنها معروف عنها تصدرها للمركز الأول، لكنها لم تكن تتوقع أن تكون من الأوائل على المستوى الوطني..، وعبرت الأولى على صعيد أكاديمية جهة فاس بولمان، عن فرحتها بهذا الإنجاز الدراسي الذي يتوج سنوات من الجهد، مؤكدة أن ما تحقق هو من فضل الله أولا، ثم أهلها الذين كان لهم الباع الطويل في توفير الأجواء المناسبة للدراسة ومدرسيها بثانوية أم أيمن التأهيلية بفاس، الذين وفروا لها كل أسباب التفوق. ابنة المدير المتقاعد، أكدت أن المذاكرة يوميا، وكذا تقديمها للدعم في المواد الأساسية لتلاميذ البكالوريا ممن ضعف مستواهم، ساعدها على تحقيق هذا التفوق المتميز. وأضافت أن أهم شيء للتلاميذ أن يذاكروا دروسهم يوما بيوم، ولا يتركوا شيئا يتراكم عليهم.. لابد من العمل الجدي والتعب والسهر في سبيل راحة مستقبلية. وشددت منال التي تمارس هوايات الرسم وكتابة الشعر بالإنجليزية على مطلب رعاية المتفوقين من حيث التوجيه والمتابعة. وفي نصيحة وجهتها للتلاميذ في سبيل التفوق، قالت منال «أريد منهم أن يجعلوا النجاح هدفهم و التوكل على الله وسيلتهم مع تجنب كل ما يمكن أن يلهيهم عن دراستهم، فأفضل طريقة لشكر الآباء والوطن على ما قدموه لنا، هي العمل جاهدين لنرقى ببلدنا». مريم تومي.. لكل مجتهد نصيب أعربت مريم تومي عن سعادتها بالحصول على المرتبة الأولى على مستوى الأكاديمية الجهوية طنجة -تطوان بمعدل عام 18.82 ، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع أن تكون من الأوائل، لأنها قدمت جهدا هائلا منحها فرصة تحصيل درجات عليا. هذا التقدير الجيد، كان هدفا وضعته بين عينيها، وسعت له منذ أن خطت قدماها سلم الدراسة وعزمت أن تكون من المتفوقين. كانت نتائجها عادية في مرحلة الابتدائي والإعدادي، لكن الانضمام إلى قافلة المتفوقين لم تطرق بابه إلا في مرحلة الثانوي، بعد إحساسها بأهمية المرحلة في حياتها. قالت مريم إن النجاح والتفوق لم يأتيا من فراغ، وإنما بالجهد والعطاء والتضحيات، التي بذلتها خلال سنوات دراستها، مؤكدة أن لكل مجتهد نصيب، وجاء اليوم لتحصد ما زرعته طوال العام الدراسي. وقد حصدت هذا المركز بدعم من أسرة لها مع التفوق حكاية، فالوالد حاصل على الماستر في الاقتصاد والأم حاصلة على الإجازة في التاريخ والجغرافية بينما الأخ الأكبر يدرس بالكلية شعبة العلوم الفيزيائية التي اختارت أن تنتمي إليها. فضلا عن مدرسيها بثانوية أرسلان التأهيلية بمدينة طنجة، الذين لم يبخلوا عليها بأي جهد أو دعم معنوي. واعتبرت مريم التي تهوى المطالعة وقراءة القصص والموسيقى، بأن النجاح الحقيقي هو شعور ذاتي داخلي بتحقيق ما تصبو إليه، وزيادة الثقة بالنفس وتنمية القدرات الذاتية الكامنة، لذلك عندما لم تجد هذا الدافع في خوض تجربة الساعات الإضافية، انسحبت منها بعد شهر فقط من الانخراط فيها، لتركن إلى تطوير قدراتها بالشكل الذي تراه أنه مناسب لإفادتها. لأن الذي له هدف - تؤكد مريم - يسعى إلى تحقيقه ويعرف سبيل ذلك كقائد السفينة الذي يعرف أين يقصد، والبوصلة تحدد له مساره. والوصفة السحرية لذلك هي الشعور بتحقيق الذات، وبانجاز ما هو مطلوب إنجازه. فالذي لا يؤدي واجباته، وتتراكم عليه أعباؤه ومسؤولياته لا تطمئن نفسه ولا يرتاح، ولا يحقق التفوق. النسبة التي حققتها مريم بامتحانات البكالوريا ستكون دافعا قويا لها، لكي تمضي قدما من أجل مواصلة الدراسة وتحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة. كوثر صداق..تقتفي أثر أخيها وتحتل المرتبة الأولى جهويا وصلت للمستوى الذي تريده، بوصولها إلى منصة التفوق والتألق..كوثر صداق الأولى في ترتيب الناجحين على صعيد أكاديمية جهة وادي الذهب - الكويرة وبمعدل عام في مسلك العلوم الرياضية ب 18.09، أهلها لتكون أيضا ضمن قائمة الأوائل وطنيا. وهي محطة يتطلع لها التلاميذ في كل عام ويسعون لمزيد من الجد والاجتهاد لنيلها لاعتبارها تمثل قيمة معنوية ويتشرف أي تلميذ بنيلها. بكل الفخر بهذا الإنجاز الذي تراه اليوم يتوج حياتها المدرسية بثانوية للا خديجة للتميز التأهيلية بالداخلة، وهي تستقبل مرحلة التعليم الجامعي، كشفت أن السر في ذلك وبكل بساطة أنها اهتدت إلى طريقة مكنتها من استغلال قدراتها ووقتها في الدراسة .وهي تؤكد حرصها على المذاكرة أولا بأول بصورة منتظمة ودقيقة خشية التراكم، واستغلال الوقت واغتنام دقائقه. وبالتالي دخول قاعة الامتحان براحة أكبر وثقة كبيرة بالنفس.لأن التفوق تضيف كوثر قائلة «نتيجة طبيعية للجد والاجتهاد والكفاح الطويل والشعور بالمسؤولية الكبيرة تجاه نفسي أولا وأهلي ثانيا». قصة كوثر التي تهوى السباحة، مع التفوق بدأت منذ الصغر من خلال والديها اللذين كانا دائما يوجهانها ويدفعانها للنجاح الأمر الذي خلق في داخلها إصرارا عجيباً على النجاح. تؤكد بأن تراجع مستواها في السنة الرابعة إعدادي لكن سرعان ما انخرطت في معركة التفوق والنجاح، ولم تسمح لهذه الكبوة بأن تحطم طموحها وإرادتها نحو نيل الدرجات العلمية العالية. مقتفية في ذلك أثر أخيها الأكبر الذي كان قد سبق وأن حقق هذا الانجاز وبالصورة ذاتها، وهو يتبوأ المرتبة الأولى في ترتيب الناجحين على صعيد الأكاديمية. الآن، وبعد بلوغ المراد.. تتحرى كوثر نتائج تعبها وجهدها نحو مستقبل أفضل ما بين التوجه لدراسة الهندسة أو ولوج الأقسام التحضيرية، مؤكدة على الحاجة إلى التوجيه والدعم. صفاء مشيريب.. مع العمل لا شيء مستحيل النجاح والتفوق أمر سعت إليه صفاء مشيريب صاحبة المركز الأول في ترتيب الناجحين على صعيد الأكاديمية الجهوية كلميم- السمارة، لأنها ببساطة فتاة طموحة. وبداية السعي لهذا الطموح قالت صفاء بأنها كانت من بدء العام الدراسي بالمذاكرة أولا بأول لتنعم بالراحة في نهاية الفصل ويكون النجاح سهلا. حلم تحقيق هذا الهدف يبدأ تحديدا حسب صفاء من السنة الأولى من البكالوريا، ومع العمل لاشيء مستحيل..لقد كانت متفوقة دوما وتحقق أعلى النتائج طوال سنوات دراستها، كانت تحصل على المركز الأول باستمرار وفي مختلف المراحل الدراسية. وها هي تحقق إنجازا دراسيا جديدا بحصولها على معدل عام 18.04 جعلها ضمن الناجحين الأوائل وطنيا. توقعت التلميذة صفاء مشيريب التلميذة بثانوية ابن بطوطة التأهيلية بطانطان هذه النتيجة من قبل، نظرا للجهد الذي بذلته خلال العام الدراسي. لكن أن تكون الأولى على صعيد الأكاديمية وتحقق تلك النسبة، هو ما كان أمرا مفاجئا لها ولأسرتها ولصديقاتها..، وعزت صفاء التي تهوى القراءة ولعبة السودوكو تفوقها إلى المتابعة والمثابرة المستمرة، وإلى تشجيع الوالدين واهتمام الأسرة. على خطى أخيها مهندس دولة، وأختها التقنية المتخصصة في تنمية المعلوميات، تحدو صفاء رغبة عارمة في مواصلة مشوار التفوق، وهي تعرب عن أملها في مواصلة دراستها في تخصصات سوف تحسمها في الأيام القليلة المقبلة، ومن هذه الرغبات ولوج «مدرسة الزراعة والبيطرة»، أو «المدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية»، أو «كلية الطب والصيدلة». فالمسار مازال مستمرا، ما هو قادم أصعب، لأن التحدي أكبر من الحصول على الشهادة، وهو تحدي يعني إثبات الذات.