منذ حدث المسيرة الخضراء التاريخي، واسترجاع المغرب لأجزاء من ترابه، قامت قيامة عسكر الجزائر ولم تقعد، وازداد سعارهم أكثر لما استرجع إقليمي أوسرد ووادي الذهب (14 غشت 1979)، ولا يزال في ازدياد كلما حقق المغرب تقدما على درب تثبيت وحدته الترابية من طنجة للكويرة. من يومها وضع حكام الجزائر كل إمكانيات البلد المادية و اللوجستيكية والخبرة العسكرية بين يدي مرتزقة البوليساريو، والسعي بكل الوسائل لزرع كيان وهمي، يكون بمثابة حصى في حذاء المغرب يأتمر بأوامرهم وينتهي بنواهيهم، يعطل المغرب عن استكمال مسيرته الديمقراطية والتنموية. فكلما لمسوا بصيص أمل في اتجاه حلحلته، سارعوا إلى النفخ في جمر رماده عبر صنيعتهم البوليساريو، وإن كانت كل مخططاتهم التخريبية، تتكسر على صخرة يقظة المغرب و جاهزيته الدائمة، فيرتد كيدهم إلى نحورهم أضعافا مضاعفة، على حساب قوت الشعب الجزائري الشقيق. لو كان للشعب حقه في اتخاذ القرار، فهل كان سيسكت على فضائح هذا النظام الذي يجعل بلده في موضع سخرية بين الأمم، آخرها تزوير هوية دميتهم بطريقة بدائية، ليدخل بسرية إلى الديار الاسبانية، لأنه متابع بقضايا ثقيلة تصل إلى جرائم حرب، سرعان ما كشفت المخابرات المغربية خيوط حبكتها السمجة. و بدون أن يرف لعسكر الجزائر، جفن يربطون جبهة الانفصال بالمقاومة الفلسطينية، ليضفوا الشرعية على عمليات الانفصاليين التخريبية من جهة، وليبرروا للشعب الجزائري الملايير التي تصرف على تسليحهم، وإن كانت الخدعة لم تعد تنطلي على أحد من عامة الشعب. لا أدل على ذلك من الشعار الذي يرفع في الحراك"البوليساريو سلحتوهوم أولاد الشعب جوعتوهوم". قال أحدهم يوما بأن المقاومة الفلسطينية لو وجدت من يغدق عليها بالدعم اللامحدود مثل ما تغدقه الجزائر على البوليساريو لكان وضع القضية الفلسطينية غير ما هو عليه من زمان. لا يرف لهم جفن وهم يرددون السمفونية الممجوجة حول تقرير المصير. "خلا همو فالسطل ومشا يطل" لِمَ لا يتركون للشعب الجزائري الشقيق أن يقرر مصيره ويختار من يمثله و يحكمه. لنتابع ما يقوله الشعب في حراكه "أيها العسكر خذوا رئيسكم وادخلوا ثكناتكم يرحم والديكوم" ولافتة أخرى عليها "1962 استقلال التراب 2019 استقلال الشعب". هذا هو صوت الشعب الحقيقي، دون ذلك فبهتان وزور. فمن نصدق؟ هل ما يتناقله الإعلام المخدوم عن كهنة قصر المرادية ممن ألفوا استنزاف ثروات الشعب تحت طائلة تهديد المغرب. فالمغرب لطالما يمد يده على أعلى مستوى لطي صفحة كل الخلافات، بما يخدم شعوب المنطقة المغاربية ويعود عليها بالرفاه في زمن التكتلات القوية، لكن لعسكر الجزائر رأي آخر بما أن صفاء الأجواء لا يصب في مصالحهم الشخصية. فمن نصدق، شعاراتهم العنترية وادعاؤهم زورا أنها باسم الشعب، أم نصدق شعارات الحراك، منذ اندلاع شرارته مع العهدة الخامسة التي كان يتهيأ لها بوتفليقة، "قرار الشعب نعم للدولة، لا للعصابة"، وشعار أقوى "أعوذ بالله من systeme الرجيم" وشعار "دولة مدنية ماشي عسكرية" وشعار "الجزائر يتحدى الوباء: النظام أخطر من كورونا". و شعار "معا من أجل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية" و "جزائر حرة ديمقراطية" و "لا توقف حتى تسلموا السلطات للشعب" هذه هي مطالب الملايين التي تخرج كل يوم و تهتف بها في كل مدن الجزائر، فأين هي شعارات الشعب التي تدعم الشعب الصحراوي المزعوم، كما يدعي العسكر؟ الشعب مل من كذبة دعم الشعوب المضطهدة عبر العالم. مل من كذبة حرية تقرير المصير وهو يعيش منذ عقود الاضطهاد و الحرمان من تقرير مصيره. مل من لازمة أن الجزائر لا علاقة لها بالنزاع جنوب المغرب، وهو يرى أنه لا شغل لإعلامه غير المغرب، ولا شغل لدبلوماسيته عبر العالم غير المغرب، ولا شغل للمتحكمين في رقابه غير المغرب، وكأنهم حلوا جميع مشاكل المواطن الجزائري. مل من استغلال سدنة المعبد واستئثارهم بالحكم والسلطة وكل ثروات البلاد بدعوى أنهم هم رجال التحرير. مل الشعب، أرضه ترقد على احتياطات عالمية من الغاز والبترول وشبابه بالآلاف يموتون في عرض المتوسط شعارهم الخالد "لأن يفترسني قرش البحر خير لي من أن يأكلني ذباب الجزائر".