تناقض غير مفهوم بالمرة الذي يعيش على وقعه النظام العسكري الحاكم بالجزائر، ففي الوقت الذي بحت فيه أصوات ملايين الجزائريين في الشوارع مطالبة فقط بالحق في العيش الكريم، حيث حطمت مسيرات الحراك الشعبي الرقم القياسي لاستمرارها لأزيد من سنتين دون أن تجد آذانا صاغية، نجد جنرالات العسكر يتحركون بسرعة البرق، من أجل إنقاذ زعيم عصابة المرتزقة من التعفن في السجون الإسبانية. فقد نزلت الجزائر بكل ثقلها السياسي والمالي، وأبرمت صفقات تحت الطاولة مع حكومة بيدرو سانشيز عنوانها الأساسي "الغاز مقابل إنقاذ غالي"، على حساب مصالح الوطن،كما صرفت الملايين من أموال الشعب المقهور، لتغطية مصاريف استشفاء زعيم البوليساريو وإقامة من معه في أفخم الفنادق، كما دفعت أيضا كلفة الطائرة الخاصة التي نقلت غالي من الجزائر إلى إسبانيا ذهابا وإيابا. فمن الحق المواطن الجزائري البسيط، الذي يجد بالكاد ما يقتات عليه، أن يتساءل حول الفائدة التي سيجنيها الشعب من هذه الأموال الطائلة التي يهدرها نظام العسكر في قضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل. فما الذي سيضر المواطنين بمغنية ووهران او العاصمة إن حل النزاع المفتعل حول الصحراء وتم إلقاء جبهة البوليساريو في مزبلة التاريخ؟ وما الذي سيستفيد منه هذا المواطن إن طال أمد النزاع؟ لن يعني ذلك سوى استمرار استفادة حفنة من الجنرالات والمرتزقة من ملايير الدولارات الآتية من أموال الغاز والبترول الجزائريين. ما يجب على الجزائريين معرفته قبل فوات الأوان أن قضية الصحراء المغربية أصبحت قضيتهم هم أيضا، فكما يخسر المغرب الكثير من المال والمجهود في حربه المشروعة للدفاع عن سيادته الوطنية، فإن أبناء الأمير عبد القادر يخسرون أيضا أضعاف ذلك، فالأموال التي تغدق لتغطية مصاريف الجبهة، وتمويل اللوبيات التي تعمل ضد مصالح المملكة هم اولى بها، وبإمكانها أن تحول بلدهم إلى جنة على الأرض، وبالتالي فإن وضع حد لنظام العسكر الذي فقد عقله قد بات أولوية قصوى.