لازال صناع القرار بالجارة الجزائر مصرين على السير ضد تيار المطالب الشعبية عبر مواصلة دعمهم لمرتزقة البوليساريو بواسطة ثروات المواطنين الجزائريين. فقد اتضح بالملموس أن المؤسسة العسكرية بقيادة القايد صالح هي الحاكمة الفعلية للبلاد وهي المستفيدة الوحيدة من الصراع الدائر بين البلدين بسبب حفنة من المرتزقة الانفصاليين، إذ أصدر رئيس أركان الجيش أمرا يقضي بتخصيص الطائرة الفخمة التي كان يستعملها الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة، لوفد الجبهة الذي يترأسه إبراهيم غالي والذي توجه نحو جنوب إفريقيا من أجل المشاركة في مراسيم تنصيب رئيس البلاد الجديد. إن انفراج الأزمة المستمرة بين المغرب والجزائر لا يمكن أن يتم مادام جنرالات العسكر يواصلون تحكمهم في مقاليد السلطة، حتى وإن تم تغيير أكثر من رئيس، فإن الحدود ستظل مغلقة والعداء سيزداد شدة رغم أنف الشعبين الشقيقين.