كشفت قناة فرانس24 مرة أخرى عن وجهها الحقيقي المتحامل على المغرب والداعم لكل ما يسيء لصورة المملكة، من خلال استعمال بعض الأشخاص الفاشلين الذين استلذوا العيش بفرنسا ووجدوا فيها مستقرا لخدمة اجندات مشبوهة لقاء حفنة من اليوروهات وريع الغاز، بالإعتماد على الكذب والإدعاءات التي لا أساس لها من الصحة.. ولأن الأمر يتعلق بالجزائر، فإن وجه قناة "فرانس 24" المفترس وخطابها العدائي ضد المغرب تحول بقدرة قادر إلى مهادن، حيث تحولت الحشود الشعبية التي خرجت إلى شوارع المدن الجزائرية إلى حدث غير ذي معنى من وجهة نظر أصحاب القناة، التي لطالما فبركت وهولت وضخمت الأحداث للنيل من المملكة خدمة لأجندة مشبوهة.. وفي هذا الإطار، عمدت القناة الفرنسية إلى تغطية باهتة لحراك الجزائر، وخصصت حيزا زمنيا هزيلا للحديث عن اصطدام الجماهير الشعبية ب"العهدة الخامسة" للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وتفادت الخوض في المشكلة الجزائرية خلافا لما تقوم به من استهداف يومي للمغرب، رغم البون الشاسع بين مطالب المغاربة في مختلف جهات المملكة والجزائريين في طل المدن والولايات بالجارة الشرقية. ولوحظ أن "فرانس 24" وقعت في حالة شرود، وكشفت عن وجهها الحقيق من خلال الازدواجية والانتقائية التي تعتمدها في تعاطيها مع الأحداث وهو وجه بشع لإعلام يحشر أنفه في شؤون المغرب عنوة ويغض الطرف عن أعدائه الذين يناصبونه العداء وضمنهم نظام العسكر بالجزائر ومعهم قناة فرانس 24 التي ارتدت لنفسها لتكون الناطق الرسمي باسم المناوئين لمصالح المغرب.. وفيما عجت شوارع المدن الجزائرية بحشود خرجت منددة برغبة النظام في فرض بوتفليقة، المُقعد منذ سنوات، لعهدة خامسة تنضاف إلى 20 سنة قضاها في قصر المرادية، فإن القناة الفرنسية تعاملت مع الأحداث بشكل يهادن النظام الذي يتحكم فيه جنرالات العسكر وأولهم القايد صالح، رئيس أركان الجيش الشعبي، المعروف بعلاقاته مع المسؤولين بقناة "فرانس 24". وكلنا يتذكر طريقة تغطية "فرانس 24" لاحداث الريف، ذهبت حد بث مشاهد مصورة لأحداث عنف وقعت في فنزويلا، وسوقت لها عبر شاشتها وكأنها وقعت في مدينة الحسيمة.. وهو ما يؤكد أحقادها تجاه المغرب مقابل مهادنتها لنظام العسكر بالجزائر.. ورغم خطورة ما يقع في الجزائر، فإن القناة عبر تغطيتها للاحداث قللت من الأمر وقالت إحدى الصحافيات من أصول جزائرية، (للاشارة فقط فإن أغلب العاملين والمتنفذين في القناة جزائريون او من أصول جزائرية موالون لنظام العسكر)، إن ما يحدث بالجارة الشرقية لا يجب اخذه محمل الجد لأن المناطق التي خرجت ضد العهدة الخامسة معروفة بعدائها للنظام ولبتفليقة، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة القبائل، وهي مغالطة كبيرة لان الجماهير الشعبية الغاضبة خرجت في كل انحاء الجزائر ويمكن العودة إلى احتجاجات العاصمة لتفنيد ما ادعته صحافية قناة فرانس24.. القناة الفرنسية لم تكتف بالتقليل من أمر الاحتجاجات بالجزائر، بل اقدمت على الاتصال بعمار غول احد المناصرين لبوتفليقة ولعهدته الخامسة وأحد المطبلين والمزمرين لنظام العسكر، والذي أطلّ على مشاهدي قناة فرانس24 ليعطي الدروس في الديمقراطية التي تعم الجزائر ويحوّر اسباب خروج الجماهير ويعزف على الاسطوانة المشروخة التي لا ترى في ما يحدث بالجزائر سوى فعل من أفعال الاعداء ومخططات المتربصين بوحدة وسلامة الجارة الرقية..