لماذا نعيش مع التفاهة ونحن صامتون بعدما اصبح مجتمعنا العربي بصفة عامة والمجتمع الصحراوي بصفة خاصة يعيش في مواقع التواصل الاجتماعي بنوع من الفوضى المنظمة من طرف التافهين الذين لا حدود لهم للوصول إلى أهداف فارغة، فبعد أن كنا نعيش في مجتمع راق في فكره وأخلاقه تحت ضوابط اجتماعية يسودها الود والاحترام والتماسك الاجتماعي في إطار نمط قبلي و حماية خصوصية الفرد داخل المجتمع وعدم المساس بالفكر وحرية الشخص والاحترام المتبادل بين كافة المجتمعات وعدم التلفظ حتى بالكلام الساقط احتراما للمبادئ التى تربى فيها الشخص داخل المجتمع المحافظ يقول المثل الصحراوي يبرئ فم الجرح ما برات كلمة العار. ان كان التواصل الاجتماعي هو لتبادل الأفكار والاستفادة من كل متغيرات العالم والمستجدات التي تدور بين الناس لمحاولة تغيير المجتمع الى الاحسن، فما نشاهده اليوم في مجتمعنا انحراف عن الأهداف التي سطرت من قبل مخترع هذا التطبيق حتى جعلنا نطرح الكثير من التساؤلات لماذا سيطر التافهون على عالم التواصل الاجتماعي؟ ان المتتبع لهذه المتغييرات في هذه السنوات بعد 2010 نجدها انها أنتجت لنا وجوها تافهة ليست لها مبادئ تتكلم في كل شي وتعارض كل شي حتى الإعلام الهادف لم يبق له دور بل أصبح يخدم كل تافه ويعتمد على السخافة وليس الصحافة. فلابد من محاربة هذا النوع من التافهين حتى لا يصبح المجتمع تافها يصدق كل شي، والعاملون المثابرون هم في سكون ووقار لانهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح، فإن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة اما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها وفي الناس اناس فارغون مفلسون اصفار رسبوا في مدرسة الحياة واخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه اعمال الناجحين. التافهون مشاريعهم كلام وحججهم صراخ فلا يمكن تصنيفهم من المجتهدين. وقيل في كتاب الأدب ( ان شابا خاملا فاشلا قال لأبيه: يا ابي انا لا يمدحني احد ولا يسبني احد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لانك ثور في مسلاخ انسان. فالفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرواد لانه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش ابداعهم. فالسيف يقص العظام وهو صامت والطبل يملأ الفضاء وهو اجوف، فالتافهون وحدهم هم المنشغلون باعراض الناس وينتقلون من هنا ومن هناك كالذباب يبحث عن الجرح اما الخيرون فاعمالهم الجليلة شغلتهم عن توافه الامور.
الأسد لا يأكل الميتة اما الصراصير والذباب فعملها في القمامة و إبداعها في الزبالة.