شكلت مذكرة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية التي كان قد تقدم بها الحزب فيما يخص المقترحات المتعلقة بالانتخابات التشريعية والترابية المقبلة، والتي حملت مجموعة من المقترحات، وكان من بين هذه المقترحات هو إعطاء الأجانب الحق في الترشح للانتخابات، هذا المقترح الذي لم يتم الأخذ به عند التصويت على مشاريع القوانين التنظيمية المتعلقة بالعملية الانتخابية، خاصة فيما يتعلق بالانتخابات الترابية، طرح عدة إشكاليات من لدن الباحثين حول المغزى من هذا المقترح، الذي لن يحقق أي نتائج، وبالرجوع إلى التاريخ السياسي المغربي، نجد بأن الأحزاب السياسية المغربية كانت قد فتحت باب الترشيح أمام اليهود المغاربة الذين لا يعتبرون أجانب، إلا أن الولاء للقبيلة، منعهم من الفوز في الانتخابات، رغم أنهم ترعرعوا في المغرب، وتعلموا ثقافته ولهجته، وكان حزب الأصالة والمعاصرة قد قرر في الأسابيع الماضية تزكية اليهودي المغربي "سيمون سكيرا" للانتخابات المقبلة، قبل أن يتخلى الحزب عن هذا القرار. "ماغي كاكون" و"جوزف ليفي"...يهود مغاربة ترشحواوفشلوا تعتبر "ماغي كاكون" التي ولدت بمدينة الدر البيضاء سنة 1953 من أسرة يهودية، نموذجاً من نماذج اليهود المغاربة الذين ترشحوا للانتخابات، وذلك سنة 2007 باسم حزب "الوسط الاجتماعي"، كما ترشحت "ماغي" سنة 2011، لكنها فشلت في الحصول على مقعد بمجلس النواب، رغم أن "ماغي كاكون" تتقن اللغة العربية وتعرف ثقافة المجتمع، لكنها فشلت في ذلك. لم تكن "ماغي كاكون"، النموذج الوحيد الذي فتح له حزب "الوسط الاجتماعي" الباب من أجل خوض غمار الانتخابات، بل ترشح كذلك عضو حزب "النحلة" "جوزف ليفي"، للانتخابات التشريعية لسنة 2007، لكنه فشل هو كذلك في الظفر بمقعد بمجلس النواب. أسباب الفشل.... يرى كثير من الباحثين والمختصين في القانون الدستوري والعلوم السياسية، بأن سبب فشل اليهود المغاربة في العملية الانتخابية، يرجع بالأساس أن غالبية المناطق المغربية لا زالت خاضعة لما يسمى ب"الولاء للقبيلة"، وهذا ما أدى إلى فشل اليهود المغاربة، فرغم معرفتهم للثقافة المغربية وللدارجة، إلى أن الولاء للقبيلة لازال مسيطراً على قرارات المجتمع المغربي فيما يخص العملية الانتخابية. ويقترح هؤلاء الباحثين، في ما يخص إعطاء الحق للأجانب بالترشح للإنتخابات، بأنه يمكن الأخذ بهذا المقترح، فيما يخص التصويت، وذلك تطبيقا للفصل 30 من الدستور، أما بخصوص الترشح فيعتبرونه مقترحا لن تكون له أي نتيجة...
أما بخصوص المعاملة بالمثل، التي دافع بها حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن مقترحه، فالمغاربة الذين يوجدون في الكونجرس الأمريكي أو الجمعية الاتحادية السويسرية أو بالبرلمان الفرنسي.... كلهم ترعرعوا ودرسوا في تلك الدول، وتعلموا ثقافتها