تعيش قيادة جبهة "البوليساريو"، على وقع صراعات وُصفت بالحادة، بين أجنحتها السياسية والعسكرية والأمنية. ووصلت الأمور، حد تبادل الإتهامات حول وفاة القيادي البارز والقائد العسكري لما يسمى "الدرك الصحراوي"، الذي قتله الجيش المغربي في عملية عسكرية نوعية بعد محاولته اقتحام الجدار العازل في الصحراء المغربية. وعبر قادة وعناصر الدرك الصحراوي التابع للجبهة، عن شكوكهم المتعلقة بالعملية العسكرية، التي أودت بحياة قائدهم العسكري "الداه البندير خطاري برهاه"، القائد المعروف في صفوف "البوليساريو" بحنكته وخبرته في الهندسة العسكرية. من جهته، قال منتدى "فورساتين"، إنه توصل بمعلومات من الدوائر القيادية، حول الخلافات العميقة بين قيادي الجبهة، واختلافها المتكرر حول طريقة تدبير مرحلة الحرب، بل واستغلال الحرب لتصفية الحسابات مع سهولة نسبها للمغرب وتكييفها مع ظروف الحرب وسهولة تقبلها. الخلاف بين قيادة البوليساريو كانت نتائجه وخيمة، وأولى مظاهره تجسدت في وفاة قائد الدرك الصحراوي، وتلتها مظاهر أخرى من قبيل :التخبط في تحديد مكان وفاته، وطريقة استهدافه ، مرورا بإعلان وفاته عبر وكالة الأنباء الصحراوية ( الموقع الرسمي المخول بنشر الأخبار العسكرية ) ، ثم حذف الخبر بعد ذلك دون مبرر، يقول المنتدى. فما هي ملابسات وفاة قائد سلاح الدرك الصحراوي؟ القائد العسكري الذي رفض تنفيذ عملية ميدانية قرب الجدار، وحذر من خطورتها، ووصف الاختراق بالمستحيل، حيث كان يتحدث من موقع الخبير الميداني المتمكن ، فاصطدم مع عدد من القيادات العسكرية ودخل في مشادات مباشرة مع محمد لمين ولد البوهالي قائد اللواء الاحتياطي، خلال اجتماعات هيأة الأركان العسكرية لتدارس الوضع الميداني بحثا عن انتصار كانت تبحث عنه جبهة البوليساريو على وجه السرعة ، يساعد على الجلوس الى طاولة المفاوضات مع المغرب من موقع قوة، حسب ما أورد "فورساتين". وأضاف المنتدى المذكور، أن قيادة البوليساريو لم تقبل مبرراته ، وأمرته بتطبيق الأوامر مهما كلف الثمن ، فتم تحديد نقطة الصفر ، وانطلق في تنفيذ الأمر مجبرا وهو يعرف تمام المعرفة أنه ذاهب إلى حتفه. فلماذا ضحت القيادة بمسؤول عسكري بارز رغم ثقتها في رأيه ؟، وما علاقة وفاته بما يدور من صراع داخلي بين الأجنحة العسكرية ؟، يتساءل ذات المنتدى.