توالى الأيام وتتشابه في القطاعات الحكومية المختلفة، منذ تعيين حكومة بن كيران مطلع هذه السنة. عنوانها الابرز كشف المستور تصديقا لما وعدت به كل مكوناتها أثناء الفترة الانتخابية وعلى رأسها المهيمن الأكبر: العدالة والتنمية. فضح المستور صار يتطلب ‘‘ جرعة ‘‘ مكررة من اللوائح تشغل الراي العام وتسيطر على الأحداث لفترة ما. من مقالع الرمال إلى مأذونيات النقل، ومن السكن الوظيفي في وزارة التربية والتعليم، إلى المستفيدين من الريع النقابي لا تتغير سوى القطاعات في ظل صورة عامة متشابهة. اليوم لم يترك لحسن الداودي وزير التعليم العالي، الفرصة تمر دون أن يلتحق بصف الوزراء الذين قرروا محاسبة أزمنة سابقة من التسيير، وجديده الإعلان عن لائحة طيلة من المستفيدين من السكن الجامعي ‘‘ دون وجه حق‘‘ على حد تعبير زميله الوفا. الداودي ذهب أكثر من زملائه في ما يعتزم الإقدام عليه. فقبل الإعلان عن اعتزامه فتح الموقع الرسمي لوزارته قصد نشر لائحة الممنوحين والمستفيدين من السكن الجامعي في إطار تكريس الشفافية وتَكافُؤ الفرص وإشراك المجتمع المدني في هذا المجال، كان قد أشرف بنفسه على طرد لبنت وزير النقل عبد العزيز الرباح من السكن الجامعي في الرباط. قبل ولاد الشعب إذن، ستبتدأ اللائحة بأبناء الأعيان وكبار الموظفين، على أن يتلو ذلك اطلاع الرأي العام على أسماء المستفيدين من المنح والأحياء الجامعية وملاحقة “الوسطاء” من المسؤولين والموظفين في استفادة بعض أبناء الأعيان من المنح، التي تقدمها الدولة لأبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة لمتابعة دراستهم الجامعية. أصداء فضح المستور في وزارة التعليم العالي كانت قد ترددت في البرلما المغربي في بحر الأسبوع المنصرم، عشية تاكيد الداودي أن المحلة المقبلة ستتعدى ذكر الأسماء المتورطة ، إلى الإشارة علنا وبوضوح عن أبناء الأشخاص الذين لا يستحقون الحصول على المنح والسكن، حتى يتسنى له “طردهم فورا، إذا اتضح له بالدليل القاطع أنه لا أحقية لهم في الحصول على المنح الجامعية، بالإضافة إلى السكن” . وأضاف أنه سيتخذ “إجراءات صارمة بهذا الخصوص، وسيطرد أي شخص لا يستحق المنحة والسكن حتى لو كان ابن أو ابنة وزير، أو ابن أي شخص معروف في المغرب” . فضح المستور على لسان السيد الوزير، توجه لن يستثني العمالات وموظفيها ومسؤوليها، حيث أن صمتهم عن حصول ابناء الأغنياء على المنحة يعد الخطوة الأولى في طريق تشجيع ثقافة الريع وعدم تكافؤ الفرص. والهدف وقفت هذه التصرفات ليتسنى أن يستفيد 300 ألف طالب وطالبة من المنحة في أفق الدخول الجامعي المقبل. يذكر أنه لحد الآن هناك 219 ألف مستفيد فقط من المنح الجامعية.