تواصلت في إسبانيا الاحتجاجات المنددة بقيام الشرطة باعتقال فنان الراب، بابلو هاسل، إثر إدانته بتهم "تمجيد الإرهاب" و"إهانة الدولة والعائلة المالكة" من خلال رسائل نشرها على حسابه ب"تويتر". وبحسب مصادر محلية، أسفرت احتجاجات الأربعاء، عن اعتقال 44 شخصًا من المحتجين، وإصابة أكثر من ثلاثين بجروح بسبب تصدي الشرطة لفعالياتهم. الاحتجاجات عمت عددًا من المدن الإسبانية الكبرى، بعد أن شهد إقليما كتالونيا، وفالنسيا، مظاهرات شارك فيها الآلاف وتصدت لها قوات الشرطة أيضًا. وتحولت المظاهرات في عدد من الأماكن إلى أعمال تخريبية؛ ما أجبر قوات الشرطة إلى التدخل بقوة لتفريق المحتجين لا سيما من الموالين للعنف المنتمين للجماعات اليسارية؛ خصوصًا بكل من العاصمة مدريد، ومدينة برشلونة. ووفق المصدر فإن هذه الاحتجاجات التي استمرت قرابة الساعتين؛ تحولت إلى أشبه ما يكون بحروب الشوارع؛ حيث نزع المحتجون أحجار الرصيف وألقوها على عناصر الشرطة؛ وأشعلوا النيران بحاويات القمامة؛ وألحقوا أضرارًا بالسيارات والمحال التجارية. وعلى إثر ذلك استخدمت قوات الأمن الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين؛ ما أسفر عن اعتقال 44 شخصًا 15 منهم بمدريد، و29 بمدن برشلونة وليدا وجيرونا وتاراغونا في كتالونيا؛ فضلا عن إصابة أكثر من ثلاثين آخرين؛ بحسب ما ذكرته مصادر طبية وأمنية محلية. والثلاثاء، أوقفت الشرطة الإسبانية هاسل الصادر في حقه حكم مثير للجدل بالسجن تسعة أشهر بسبب تغريدات هاجم فيها النظام الملكي وقوات الأمن. وكان المغني المذكور قد تحصن الإثنين في جامعة ليريدا في كتالونيا مع عشرات من أنصاره في محاولة لمنع توقيفه الذي يثير الجدل في إسبانيا. واقتحمت قوات الشرطة الحرم الجامعي؛ وأخرجت المغني وأنصاره واحدا تلو الآخر، وقال ناطق باسم شرطة كتالونيا "لقد دخلنا الحرم الجامعي وبدأنا عملية ترمي إلى إنفاذ القرار القضائي" بتوقيفه. وكانت محكمة إسبانية قررت منح هاسل حتى مساء الجمعة الماضية، ليسلم نفسه لتنفيذ حكم السجن الصادر بحقه؛ لكنه لم يفعل. واستخدم هاسل في أغانيه عبارات تنتقد النظام الملكي وأداء الشرطة في إقليم كتالونيا، واتهم الشرطة بتعذيب وقتل المتظاهرين.
وعلاوة على ذلك، انتقد في تغريدات على حسابه في موقع تويتر الملك فيليب السادس ووالده الملك السابق خوان كارلوس.