ألقت الشرطة الكتالونية، أمس الثلاثاء، القبض على مغني "الراب" الإسباني، بابلو هاسل، في مقر جامعة ليريدا (University of Lleida)، إثر إدانته بتهم "تمجيد الإرهاب"، و"إهانة الدولة والعائلة المالكة"، من خلال رسائل، نشرها على حسابه في "تويتر". وكان المطرب المثير للجدل قد اعتصم، منذ بداية الأسبوع الجاري، لتجنب اعتقاله، ودخوله إلى السجن، بعدما أمرت المحكمة الوطنية الإسبانية، المختصة بالنظر في قضايا الإرهاب، والجريمة المنظمة، في وقت سابق بإيداعه السجن بسبب الكلمات والتعبيرات الواردة في عدد من تغريداته، وكلمات أغانيه. وتسبب اعتقال "هاسل" في اندلاع احتجاجات عنيفة، نظمها مناصروه، حيث تجمع آلاف الأشخاص، ليلة أمس، في الساحات في أكثر من 80 بلدية، في المدن الرئيسية في إقليمي كتالونيا، وفالنسيا، شرقي البلاد، وينتمي أغلبهم إلى مجموعات اليسار المتطرف، وطالبوا بإطلاق سراحه، وفقا لما نقلته وكالة "الأناضول". وعلى الرغم من فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19)، خرجت الحشود في مسيرة وسط مدينة برشلونة في كتالونيا، للقيام باحتجاجاتهم، التي سرعان ما تحولت إلى أعمال عنف من خلال قيامهم بإشعال النيران في صناديق القمامة، وإلقاء الزجاجات، والحجارة على أحد مراكز الشرطة. وذكرت العديد من وسائل الإعلام المحلية أن الشرطة تصدت للمحتجين، من خلال استخدام الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن وقوع إصابات في صفوف المتظاهرين، من بينهم سيدة أصابتها رصاصة مطاطية في عينها. ووقعت مناوشات وصدامات مماثلة بين الشرطة، والمحتجين في مدينتي "غيرونا"، و"ليدا" في الإقليم نفسه. وفي فالنسيا احتشد المحتجون في ميدان بلدية المدينة، غير أن الشرطة تصدت لهم، ما أجبرهم على الانصراف. وأثار سجن هاسل ردود فعل الجماعات اليسارية في جميع أنحاء البلاد، خصوصا حزب "بوديموس"، الشريك الأصغر لحكومة الائتلاف اليساري في البلاد. ونشر الحزب تغريدة على حسابه الرسمي في موقع "تويتر" طالب خلالها السلطات بإطلاق سراح هاسل، فيما أصدر مئات الفنانين، والصحافيين، والنخب المثقفة في البلاد بيانًا مشتركًا أدانوا فيه اعتقال المغني. وفي وقت سابق، أمس، أوقفت الشرطة الإسبانية هاسل، الصادر في حقه حكم مثير للجدل بالحبس تسعة أشهر، بسبب تغريدات هاجم فيها النظام الملكي، وقوات الأمن. وكان المغني المذكور قد تحصن، أول أمس الاثنين، في جامعة ليريدا في كتالونيا مع عشرات من أنصاره، في محاولة لمنع توقيفه، الذي يثير الجدل في إسبانيا. وكانت الشرطة قد بدأت عمليتها الأمنية منذ السادسة والنصف صباحا (05,30 ت غ)، وأخرجت خلالها أنصار المغني واحدا تلو الآخر من الحرم الجامعي. واستخدم هاسل في أغانيه عبارات تنتقد النظام الملكي، وأداء الشرطة في إقليم كتالونيا، واتهم الشرطة بتعذيب، وقتل المتظاهرين. وعلاوة على ذلك، انتقد في تغريدات على حسابه في موقع تويتر الملك، فيليب السادس، ووالده الملك السابق، خوان كارلوس.