بعد مشاركته في مهرجاني مراكش ودبي الدوليين للسينما، شرعت القاعات السينمائية المغربية، منذ أمس الأربعاء، في عرض الشريط السينمائي المغربي "زيرو"، لمخرجه نورالدين لخماري. وقال منتجو "زيرو"، خلال تقديمهم للفيلم في العرض ما قبل الأول، الذي احتضنته "ميغاراما" البيضاء مساء أول أمس الثلاثاء، بحضور بعض المشاركين في الفيلم، وعدد من الفنانين والمخرجين والسينمائيين والإعلاميين، إن الشريط الجديد سيعرض في كل المدن المغربية التي تتوفر على قاعات سينمائية (البيضاء، والرباط، ومراكش، وطنجة، وتطوان، وفاس، ومكناس، وآسفي)، مؤكدين أن طاقم الفيلم الفني سيكون حاضرا خلال العروض الأولى، لدعم الفيلم وربط التواصل مع الجمهور. من جهته، قال نورالدين لخماري إنه عانى كثيرا بسبب رداءة أحوال الطقس، أثناء تصوير المشاهد الخارجية للفيلم بين شهري يناير وفبراير، مشيرا إلى أن مدة تصوير الفيلم استغرقت نحو 9 أسابيع وفي ظروف قاسية كادت تؤثر سلبا على أداء الممثلين. وبخصوص اختياره الدارالبيضاء فضاء لفيلمه الجديد، قال الخماري إن الفيلم يشكل بالنسبة إليه مشروع ثلاثية سينمائية عن المدينة، التي وجد فيها مادة خصبة، يستمد منها واقعيته التي عرف بها في فيلم "كازانيكرا"، ويختار منها نماذج حية ليعيد طرحها وفق رؤيته الفنية على الشاشة الكبرى. ويوجه الفيلم، الذي تعدت تكاليف إنتاجة 1.5 مليار سنتيم، رسالة مفتوحة للمجتمع، لمنح الشباب الفرصة لإبراز قدراتهم، في جو يملأه الحب، المفتقد بسبب الضغوطات الاقتصادية الصعبة، في إشارة إلى أن "الزيرو"، الذي يشير إلى العدم، يمكن أن يشير، أيضا، إلى التغيير. يحكي الفيلم قصة مفتش شرطة ملقب ب"زيرو" يعيش حياة مليئة بالصراعات والمشاكل الناتجة عن ظروف اجتماعية ومادية قاسية، ستجعل منه شخصية سلبية وعنيدة، ما يؤثر على مستقبله المهني، إذ يتعامل معه رئيسه في العمل (عزيز داداس) باستخفاف، ويكلفه بمهمة روتينية، من خلال تدوين محاضر الشكايات، كما يتعامل معه والده المقعد (محمد مجد) بعنف وازدراء، ما يولد لديه حقدا يدفعه إلى الخروج عن القانون. ويتوغل الشريط في قعر الدارالبيضاء وعوالمها السفلى، بتناقضاته وإرهاصاته وتمزقاته وانكسارات ناسه وخيباتهم المدوية. وتلتقي شخصياته الرئيسية في علاقاتها وهواجسها وضياعها وانزلاقها في متاهة البؤس اليومي والشقاء الحاد. ومن المتوقع أن يشد الفيلم، الذي أثار جدلا واسعا، خلال عرضه أول مرة، في المسابقة الرسمية في مهرجان مراكش الدولي، عددا كبيرا من الجمهور، الذي ينجذب عادة إلى هذا النوع من الأفلام، الذي يخلو من النعومة والرقة ويتطرق إلى "الطابوهات"، بكثير من المشاعر المضطربة والعنيفة التي تعكس قسوة الحياة. يشارك في "زيرو" نخبة من الممثلين المغاربة، أمثال يونس بواب، محمد مجد، صلاح الدين بنموسى، سونيا عكاشة، عزيز داداس، رفيق بوبكر، راوية، بشرى أهريش، ووداد إلما، وآخرين.