أفاد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق ، اليوم الاثنين بالرباط ، بأن برنامج التكوين المستمر للأئمة سيستأنف في يشهر ناير المقبل مع مراعاة الشروط الضرورية المرتبطة بجائحة (كوفيد-19). وتابع السيد التوفيق في معرض رده على سؤال محوري بمجلس النواب حول "استراتيجية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بخصوص التدابير الاحترازية بالمساجد في ظل التطور الوبائي المتنامي"، أن فتح كل المساجد واسئناف ما تعطل من الأنشطة الدينية ، دروس الوعظ والإرشاد والكراسي العلمية وتحفيظ القرآن الكريم ومحو الأمية ، رهين بالقضاء التام على مخاطر العدوى بحملة التلقيح الوشيكة بالمملكة. وذكر بأنه "في هذا الشهر، وبعد ما لوحظ على الصعيد الوطني ضغط على بعض المساجد بحيث يعسر تطبيق التباعد فيها، تم ، بتنسيق مع السلطات المختصة ، فتح 1700 من المساجد الإضافية لتخفيف الضغط على المساجد في بعض المناطق". وأضاف أنه في أول صلاة جمعة في المساجد المفتوحة، ألقيت خطبة موحدة ذكرت بقيمة ريادة المساجد في قلوب المؤمنين، وأنه تقرر قبيل ليلة الاحتفال بليلة عيد المولد النبوي الشريف فتح 350 زاوية لصلاتي المغرب والعشاء، للقيام بالأذكار والوظائف بين الوقتين، وذلك مع الحرص على نفس التدابير الاحترازية، "حيث جاء القرار في هذا التوقيت اعتبارا للارتباط التاريخي بين الزوايا والاحتفال بالمولد النبوي الشريف في تاريخ المغرب". وبعدما أكد أنه "لا يظهر بما يفيد أن الصلاة في المساجد المفتوحة يمكن أن تزيد في نسبة العدوى مادام أن هناك حرصا على تدابير الوقاية"، كشف السيد التوفيق أن 287 قيما دينيا أصيب بالعدوى من بين أكثر من 67 ألف قيما بالمملكة. وأشار إلى أنه ، منذ منتصف شهر مارس حيث بدأت الدولة إجراءات الحجر الصحي لمواجهة انتشار الوباء، ونظرا لأن من بين إجراءات الوقاية التباعد وتجنب التجمعات، كان من الطبيعي ، صدور فتوى صدرت عن المجلس العلمي الأعلى ، على أساس طلب من أمير المؤمنين ، تضمنت ضرورة إغلاق كل المساجد عملا بقاعدة تقديم دفع الضرر عن جلب المصلحة، "وكان التجاوب تاما مع هذه الفتوى سوى من أفراد من الغافلين أو المشوشين". وأبرز الوزير أن وزارة الأوقاف اغتنمت فترة إغلاق المساجد للقيام بأعمال تنظيف وتعقيم على نطاق واسع، حيث تمت ، في أواخر مدة الإغلاق التام على مدى أربعة أشهر ، مراجعة وضعية الإغلاق الشامل في منتصف شهر يوليوز على أساس الوضعية الوبائية وعلى أساس ما ذكر في حيثيات الإغلاق من ضرورة التنسيق مع السلطات الإدارية والصحية المختصة. فكان تقرر فتح 5 آلاف مسجد للصلوات الخمس دون صلاة الجمعة، واتخذت إجراءات احترازية تعاونت فيها الوزارة والسلطات المختصة، وتمثلت في مراعاة التباعد داخل المسجد وأخذ الحرارة وتعقيم اليدين عند الباب، حيث أبدى المصلون تعاونا تاما، ولاسيما بحرص معظمهم على اصطحاب سجادات شخصية. كما قامت الوزارة بعرض أئمة المساجد المفتوحة على فحص السلامة من الفيروس، واتخذت الإجراءات ، من بداية الاحتياط من الوباء إلى اليوم ، للقيام بعمليات منتظمة لتطهير المساجد وتعقيمها.