أطلقت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أول أمس السبت، أول عملية إحاشة للخنازير البرية بجهة مكناس تافيلالت، في مزرعة أداروش بإقليم افران وهي محمية دائمة للصيد تنظم فيها إحاشات لضبط هذا الحيوان وإعادة التوازن الطبيعي، مع مراعاة سلامة السكان والحرص على منع انقراض "الحلوف". وتأتي هذه الخطوة، حسب المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، في إطار خطة عمل ترمي إلى التحكم في تكاثر الخنزير البري والحد من أخطاره وأضراره، ثم المحافظة على التنوع البيولوجي وعلى التوازنات الطبيعية. وحددت 30 نقطة سوداء بمنطقة الأطلس المتوسط، التي تضم أقاليم كل من الحاجب وإيفران وميدلت وخنيفرة، و72 إحاشة خصصت لها ميزانية بمبلغ 360 ألف درهم. وقبل انطلاق عملية الإحاشة، جرى التذكير بالبرنامج المعتمد بإفران من أجل التحكم في تكاثر الخنزير البري مع توضيح التعليمات والأهداف المتوخاة من وراء الإحاشات. وقال عبد العظيم الحافي، المندوب السامي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إن "عمليات إحاشة الخنزير البري كانت موجودة في السابق، لكن الجديد خلال هذه السنة يكمن في تكثيفها، للتحكم في تكاثر هذا الحيوان والحد من الأضرار التي يتسبب فيها". وأضاف الحافي، في تصريح للصحافة، على هامش انطلاق عملية الإحاشة، أن هناك برنامجا يتعلق بتكثيف هذه العمليات، بأهداف مسطرة وجدول زمني معروف، عبر الدراسات التقنية والعلمية التي أنجزتها المندوبية السامية، يقضي بتحديد كل المناطق التي بها تكاثر فوق التوازنات البيئية، نظرا للخسائر التي يستبب فيها هذا الحيوان، وتكثيف عمليات الإحاشة على مدار السنة بالنقط السوداء، مشيرا إلى إبادة 8 آلاف خنزير بري وطنيا في السنة الماضية، والتطلع إلى أن يزيد هذا العدد خلال سنة 2013 بشكل يتلاءم مع التوازنات البيئية ويخفف من الأضرار الناتجة عنه، على مستوى المزروعات الفلاحية وفي ما يتعلق بالمنشآت والسلامة الطرقية. وشارك في عملية الإحاشة 12 قناصا، بينهم شابة، تمكنوا في أول عملية من قنص 9 خنازير برية مختلفة من حيث العمر والجنس، كما شارك 102 من المطاردين (الحياحة) من سكان المنطقة، كانوا يطاردون "الحلوف" داخل مزرعة أداروش مستعينين بالعديد من الكلاب المختصة في مطاردة وتعقب الخنزير البري، كي يتوجه صوب القناصة للإجهاز عليه ببنادقهم المعبأة بالرصاص الخاص لهذا النوع من الحيوان القوي والذكي. وأكد بعض المطاردين من المتضررين من الخنزير البري، في تصريحات ل"المغربية" أن هذا الحيوان يتسلل ليلا إلى مزارعهم ويعيث فيها خرابا، وفي النهار يختبئ بين الأشواك وقرب الوادي بمحمية أداروش، ما يتسبب لهم في خسائر مادية مهمة. من جهته، قال حسن مهنا، رئيس قسم القنص بالمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، إن الخنزير البري، إلى جانب الخسائر التي يلحقها بالمزارع الفلاحية لسكان المنطقة، فإنه أيضا يأتي على شجر البلوط المجاور للمحمية، ما جعل هذا النوع من المنتوج يقل سنة بعد أخرى، مبرزا أن خطة المندوبية السامية تهدف إلى الوقاية من الأضرار والحفاظ على التنوع البيولوجي. يشار إلى أنه حضر الانطلاقة الرسمية لعمليات الإحاشة كل من المندوب السامي للمياه والغابات، عبد العظيم الحافي، ووالي جهة مكناس تافلالت، أحمد الميساوي، وعاملي إقليمي إفران وخنيفرة.