طغت على الفايسبوك مؤخرا عدة منشورات تتحدث عن اختفاء واختطاف الأطفال هنا وهناك في مختلف ربوع المملكة، وهي منشورات رغم كثرتها تضع المتلقي في حيرة من أمره أمام التكذيب أو التصديق، حتى المواقع الإخبارية الموثوقة تتعامل بحذر شديد مع هذه الأنباء، في غياب أي تصريح أو فيديو لأفراد من أسر الأطفال الضحايا، وهو نفس الأمر مع المصالح الأمنية تتعامل بحزم شديد مع هذه المنشورات بالتدقيق فيها ومعاقبة ناشري المعطيات المغلوطة، والأخبار الكاذبة منها. في المقابل، ارتفع منسوب اليقظة لدى الآباء أمام توالي الأخبار التي تتحدث عن الاختطاف المتبوع بالاغتصاب والذي قد ينتهي بجريمة قتل، حيث عبر العديد من الآباء عن فقدان الثقة في الشارع وترك أبنائهم فرادى ولو للحظة واحدة، بسبب انعدام الأمن حسب تعبيرهم. ويجمع العديد من الآباء، أن الحي أو "الزنقة" لم يعد آمنا كما كان من قبل، حيث كان كل ساكنة الحي يدا واحدة ضد الدخلاء، فكان مستحيلا أن تتعرض فتاة للتحرش داخل الحي من طرف شخص غريب، وإلا دافع عنها كل شباب الحي، وكأنها فرد من العائلة، وهم نفسهم كانوا يقومون بتأديب أي طفل ظهرت فيه سلوك منحرف، فتجد دائما المدرسة والعم والخال والجار وابن الجار الكبير يتدخل في مراقبة أطفال الحي، دون أي "حزازة" . حاليا ترى كل أم في ابنها ضحية مفترضة وتتعامل على هذا الأساس، حيث أصبحت جل المدارس خاصة الابتدائية والإعدادية منها، تعرف اكتظاظا غير مسبوق على مستوى أبوابها، في ساعة دخول وخروج التلاميذ، حيث صادفت "أخبارنا" في أكثر من مرة هذا النوع من الاكتظاظ مع تداول عبارة واحدة مشتركة بين الأمهات :"ولينا نخافو على ولادنا". خوف الأمهات غدّته بشدة الضجة التي رافقت قضية الطفل عدنان الذي تم اغتصابه ثم قتله بطنجة، كما تفجرت قضية جديدة، في أقل من شهر على فاجعة طنجة، وهي العثور على الطفلة "نعيمة" بضواحي زاكورة جثة هامدة بعد اختفائها قبل أسابيع، وهي الجريمة التي لم تكشف خيوطها بعد، حيث لا يعرف إن كان الأمر يتعلق بهتك عرض، أم طقوس "شعوذة" أم تصفية الحسابات.