صحيح أن ارتداء المواطن للكمامة يقلص من نسبة إمكانية العدوى كما نصحت بذلك المنظمة العالمية للصحة. أيضا الأكيد أننا لن نختلف حول ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية من تعقيم وتكميم وتباعد اجتماعي، غير أن الملاحظ في فضاءات النقاش العام هو إنزال ثقل اللائمة على عاتق المواطن وحده وتحميله مسؤولية الأرقام المرعبة التي تسجلها مديرية الرصد الصحي بشأن حالات الإصابة بالفيروس. وهذا التحميل في رأيي هو تحامل على المواطن المغربي الذي ضُرب به المثل قبل أسابيع وتحديدا أثناء مرحلة الحجر الصحي، من حيث حسن الانضباط وصرامة الالتزام، إلى أن تغيرت القرارات فتغير معها التفاعل وتحول إزاءها السلوك. فلماذا إذن نُصِرّ جميعا على توبيخ هذا المواطن!! ما أعلمه شخصيا هو أن المواطن ذاته لم يقرر يوما في إقامة شعيرة عيد الأضحى التي تقتضي التنقل بين المدن وتستوجب زيارة الأقارب والأحباب....
المواطن لم يدع يوما إلى ضرورة إنعاش السياحة الداخلية ومن ثمة إنقاذ قطاع السياحة الذي بات يحتضر....
المواطن لم يعط الضوء الأخضر لأرباب المصانع الذين عمدوا إلى تكديس العمال في الأوراش، ولم تُعطَ له سلطة مراقبتهم، إلى أن حدثت الفاجعة وتم إفراز بؤر وبائية استنكر وقوعها الجميع...
المواطن لم يكن يوما مسؤولا عن هشاشة الوضع الصحي على امتداد عقود من الزمن...
المواطن لم يسبق له أن وضع مخططات تربوية تعليمية سيعترف الجميع لاحقا بفشلها.