بعيد أيام قليلة فقط على "إعفاء" عامل مقاطعة "أنفا"، بسبب "سوء تدبيره لملف المحافظة على التراث التاريخي والمعماري بمدينة الدارالبيضاء"، إثر الإجهاز على "ڤيلا موڤيليي"، التي توجد في تقاطع شارعي أنفا الزرقطوني بالدارالبيضاء، ذات المشهد سيتكرر مرة ثانية، لكن هذه المرة بشكل "أبشع"، بعدما تم هدم أحد أهم المعالم التاريخية بالعاصمة الرباط، والأمر يتعلق ب"المقهى الموريسكي"، المتواجد ب "قصبة الأوداية". الحادث بقدر ما حرك غضب وحزن الجميع بسبب "تدمير" معلمة صنفتها "اليونيسكو" تراثا عالميا، بقدر ما فتح باب النقاش على مصراعيه، سيما بعد تم نقل القضية إلى قبة البرلمان المغربي، حيث تساءل النائب البرلماني "عمر بلافريج"، حول ما إن كان "مفتش المباني التاريخية بالمحافظة الجهوية للتراث الثقافي" بالرباط، قد منح ترخيصا بالهدم، كما ينص على ذلك القانون، أم أن العملية تمت خارج الضوابط القانونية؟ فيما اعتبر عدد من المهتمين أن قرارا بهذه "الخطورة" يفترض أن يكون محط نقاش عمومي بين مختلف الجهات المعنية بالموضوع. سلطات الرباط، بررت القرار عبر جمعيتي "رباط الفتح" و"ذاكرة الرباط وسلا"، اللتين أكدتا على أن قرار الهدم جاء في إطار مشروع كبير يشمل تأهيل قصبة الأوداية بكاملها، على خلفية رصد مشاكل هيكلية في المقهى التاريخي، ضمنها تعرض الارض والجدران والدعامات للتعرية، وتآكل فولاذ الخرسان المسلح وتعرض الدعامات الخشبية للتلف وعدم وجود أساسات لبعض الدعامات، بيد أن كل هذه التبريرات التي قدمتها سلطات الرباط، لم يستسغها عدد كبير من المهتمين، الذين أكدوا أنه كان بالإمكان "ترميم" هذه المعلمة وفق الضوابط المعمارية المعمول بها في مثل هذه الحالات، بدل "الاجهاز" عليها بهذه الطريقة التي حركت غضب الشارع المغربي. واعتبر عدد من المهتمين أن "تدمير" مقهى الأودية، هو إجهازا صريح على "تراث تاريخي" ، ظل صامدا لعصور، وطمس لهوية "معمارية" ساهمت في التعريف بتاريخ المغرب.