وجه البرلماني عمر بلافريج البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالا كتابيا إلى وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، حول أسباب هدم السلطات لمقهى قصبة الأوداية التاريخي بالرباط. وقال بلافريج في سؤاله الموجه للفردوس : " إن كان مفتش المباني التاريخية بالمحافظة الجهوية للتراث الثقافي بالرباط، قد أعطى ترخيصه لهدم هذه البناية المصنفة كما يقتضي بذلك القانون؟. كما تساءل النائب البرلماني عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، عن عدم اللجوء إلى تقنيات الترميم الاعتيادية عوض هدم المبنى. وأكد بلافريج، في معرض سؤاله الذي قام بنشره على صفحته " الرسمية "فيسبوك" أن "المقهى التاريخي بقصبة الأوداية بالرباط، والمطل على ضفاف وادي أبي رقراق، يعتبر جزءا من الذاكرة التاريخية للمدينة و قبلة سياحية بامتياز، فضلا عن كونه مصنفا كباقي القصبة كتراث عالمي من طرف اليونسكو. وفي السياقذاته، خلف هدم المقهى من أجل الترميم غضابا عارما في صفوف النشطاء الفيسبوكين والجمعيات المدنية، التي اعتبرت الهدم هو طمس لأحد رموز التراث الثقافي غير المادي لمدينة الرباط، جدلا كبيرا، إذ بين ليلة وضحاها استفاقت الساكنة على صور وفيديوهات تظهر اختفاء المقهى من مكانه. هذا وقد بادرت جمعية رباط الفتح للتنمية المستدامة، وجمعية ذاكرة الرباطسلا، باعتبارهما جمعيتين فاعلتين في مجال التحسيس بأهمية حماية التراث المادي وغير المادي لمدينة الرباط، بالاتصال بمختلف الجهات الفاعلة والسلطات العمومية المكلفة بتدبير شؤون التراث للحصول على معلومات حول أسباب مشروع الترميم وأهدافه. وتؤكد الجمعيتان، ضمن بلاغ مشترك، أن المشروع يهدف إلى إعادة بناء بعض المواقع والبنايات المعمارية على شكلها الأصلي، طبقا للدراسة التي تم إنجازها حول أثر هذا التدخل على الموقع التراثي وطبقا للوثائق التاريخية والصور الفوتوغرافية التي تؤرخ له. وفي ما يهم مستوى البنية التحتية، تقول الجمعيتان إنه "تبين من خلال تدخل مكتب للدراسات أن الموقع الذي يحتضن المقهى يعاني من مشاكل هيكلية خطيرة بسبب الإضافات والتدخلات التي شهدها خلال العقود الأخيرة، والتي أدت إلى: تعرض الأرض والجدران والدعامات للتعرية، بالإضافة إلى تآكل فولاذ الخرسان المسلح، وتعرض الدعامات الخشبية للتلف وعدم وجود أساسات لبعض الدعامات". "هذه المعطيات تؤكد أن الموقع، الذي يستقبل أعدادا كبيرة من المواطنين المغاربة ومن السياح، مهدد بالانهيار"، يضيف البلاغ. وتورد الجمعيتان أن المسؤولين أكدوا من الناحية المعمارية أن هذا المشروع "سيحافظ على الهوية الحقيقية للموقع دون تغيير، كما سيتم الحرص على إزالة كل الإضافات أو التدخلات التي عرفها، والتي قوضت معالم الواقع المعماري التاريخي الراسخ في الذاكرة الجماعية للمغاربة".