لفتاة التي همها هو إكمال دراساتها العليا فعلا لا تصلح للزواج بك وبامثالك يا سار،فكلما تقدم السن بالفتاة،زاد إدراكها وتعمق فهمها وفتحت شهيتها للحياة والحب والسعادة.. كلما سارت بها مركبة العمر يوما تعرفت على صنف جديد من البشر وتلقت من الحياة درسا ،ودروس الحياة ليست بالمجان. .
الدراسة مكلفة يا هذا،والطريق شاق وموحش،ومن اختارت السير في هذا الدرب ستتعلم أثناء المسير الكثير،ستواجه المجتمع والتقاليد والفقر والظروف،ستواجه الكل من أجل الحصول على شهادة،على سلاح تتقوى به،فظهر الفتاة وسلاحها هما شواهدها. .
ستواجه حتما فردا من أفراد عائلتها يملك هو الآخر فكرا مثل فكرك،سيقنع الآخرين بان الدراسات العليا مختلطة،وان المقام في مدينة أخرى سيحولها إلى مومس شبيهة باللواتي كان يقضي معهن فترة لافاك،فهو لم يعرف طوال مقامه بالحرم الجامعي إلا المومسات والعاهرات والذي منو،فانى له بمعرفة ما سوى المتردية والنطيحة وما أكل السبع . .
سيستخدم الدين ليقنع من في البيت،سيتخندق الكل في خندقه،ستسهر باكية العين،وحيدة،وأخيرا قد يقتنع بها أحد الآباء ممن سيشفق على صمتها وضعفها،سيراهن عليها بكل ما يملك،وستذهب إلى الجامعة،رغما عنه،لكنه لن يتركها ،سيظل ورائها مترقبا هفوة. .
أنصحك انا الآخرى بالزواج من تلك التي لا ترى ضرورة ولا سببا لوجود الدراسات العليا،من تلك التي يراهن عليها الأبوين بكل ما يملكان لتحصل على شهادة،لكنها تفضل الزواج باكرا،دون أسلحة،لا علم ولا دبلوم،بل إنها تتنازل على كل كل شيء من أجل المساهمة في غض بصر شاب مؤمن مثلك،تتنازل على المهر والمؤخر والمقدم من اجلك،بالله عليك تزوجها! وحث اشباهك على الزواج من شبيهاتها،فلن يعرفوا أن الله حق الا اذا ارتبطن بامثالك،حتى يكن عبرة لمن يعتبر. .
اللواتي لم يكملن الدراسة ولم يعملن هن أكثر من سيتقبلنك بصدور رحبة،معك حق،الدراسات الجامعية والعمل سيفتحان عيونهن على الكثير من البرمائيات من اشباهك،الاحتكاك بالاسلاميين والدراسة معهم والعمل معهم،كل هذا يعلم الإنسان أن المظاهر خداعة..فازرب عليها ثربت يداك.
من لم تجرب محنة الجامعة ومن لم تلدغ من زملاء الدراسة والعمل ،لن تعرف كيف تعيش في عالم الحماة والاصهار و ما يسمى ب "اللوايسات"،ولا حتى كيف تتعامل مع سكان كوكب عطارد ..
لن تكون امرأة صالحة للزواج اذا لم تخذل ولم تترك بلا سبب أكثر من مرة..اذا لم تسقط ويتخلى عنها الكل..إذا هي لم تجرب الفقر أثناء تسلق سلم النجاح.. إذا لم تقف مرارا أمام المرآة باكية لتتعهد بترك عادة،وتغيير طبع..
لن تكون زوجة صالحة،تحب نفسها التي لم تجد غيرها إلى جانبها،لتقدم الحب لزوجها وأولادها،فمن لا تحب نفسها يستحيل أن تحب شخصا اخر،فاقد الشيء لا يعطيه. .
النضج وتقدم السن،يجعلان المرأة أكثر حكمة وهدوء،طويلة البال،واسعة الإدراك،عميقة التفكير..تعرف طريقة استعمال سلاح التجاهل،تسامح بذكاء،تتناسى ،تلوذ بالصمت في أحلك المواقف فليس كل شيء يستحق الاهتمام والرد..
تعلمت على مر السنوات أن لا تعقد سعادتها على رجل،عندما جربت الخذلان والفقد و الغدر،بامكانها العيش بدونه،لديها من الهوايات ما يشغل وقتها وقلبها وعقلها،بالتالي فهي تترك مساحة اكبر للشريك،وهذا سر نجاح المرأة الطموحة،عكس تلك التي أوقفت الرجل في المركز وألقت عليه كسوة الكعبة ثم نذر نفسها للطواف حوله. .
هذا النوع لا يصلح للزواج بمن هب ودب، لا يقبل بأي كان،الضربات والطعنات صقلت معدنه حتى بات كالجوهرة الثمينة،لا يقترب منها إلا الأقوياء والأغنياء ،ظل الرجل أو ظل حيطة سيان بالنسبة له،لقد سهر باكيا بما يكفي ليخرج بكل ثقة وقوة، ومن سهرت الليالي لن تقبل بغير المعالي. .