أكدت دراسة أميركية أجريت عبر الإنترنت على 6000 عينة من مختلف الجنسيات، أنه حتى يومنا هذا يمكن أن يتم الزواج بين رجل وامرأة من دون الوقوع في الحب، ولكن اللافت في الأمر هو أن 25% من رجال العالم يريدون ويرغبون في الزواج، حتى من دون الوقوع في الحب، وعلقت الدراسة: «الأمر قد يتعدى ذلك، وهو أن هؤلاء الرجال، يمكن أن يقبلوا بالزواج من نساء لا ينجذبون إليهن حميمياً». البحث عن الصحبة كثير من النساء والرجال يبحثون عن الزواج فقط؛ من أجل الرفقة والعيش المشترك، تاركين موضوع الحب والرومانسية في المقام الأخير، فهم يعتبرون وجود الحب والرومانسية، والتكافؤ الحميمي، والتفاهم بين الرجل والمرأة، من الأمور التي يصعب تحقيقها، أي ليس سهلاً العثور على هذه العناصر الأربعة مجتمعة.
الرجل يتنازل أكثر بعكس ما هو شائع حول أن المرأة مستعدة للتنازل عن أمور كثيرة؛ من أجل الزواج، فقد كشفت الإحصائية أن نسبة 51% من الرجال يتنازلون عن المطالب المشددة من أجل الزواج، في مقابل نسبة 49% من النساء، فالمرأة يمكن أن تتنازل عن فكرة الرومانسية المطلقة، المتمثلة في فارس الأحلام القادم على حصان أبيض، ولكنها لا تتنازل عن تفاصيل حياتية صغيرة، بينما الرجل قد يتنازل عن أمر مهم، ألا وهو الانجذاب الحميمي للمرأة، رغم أنه على رأس أولوياته ومتطلباته.
ما الأسباب؟ أوردت الإحصائية العديد من الأسباب التي تقف وراء موقف الرجال، وهو الزواج دون حب، وربما يعتقد البعض أن كثيراً من الأسباب تافهة، ولكنها مهمة ل25 % من الرجال. فما الأسباب؟
أولاً: تحضير الطعام قد يعتقد البعض أن موضوع تحضير المرأة الطعام، وبخاصة طعام العشاء، للرجل أمر يعود لعقد الخمسينيات من القرن الماضي، ولكن هذا النشاط مستمر حتى يومنا هذا، بحيث إن الرجل يرغب في أن تكون المرأة هي المسؤولة عن تحضير الطعام، ومن هنا جاءت مقولة إن أقرب الطرق لقلب الرجل هي معدته. ومع توفر ذلك فإن الرجل قد يتخلى عن فكرة ضرورة وجود الحب، والانجذاب الحميمي في العلاقة الزوجية.
ثانياً: كي الملابس الرجال لن يتعلموا أبداً كي الملابس، بنفس الطريقة التي تحضر فيها المرأة الملابس، وأظهرت الإحصائية أن 70% منهم على مستوى العالم لايعرفون كي الثياب، وأن 60% منهم لايعرفون تشغيل غسالة الثياب، على الرغم من مراقبة الزوجات طوال الوقت.
ثالثاً: الراحة النفسية والجسدية هناك عادة قديمة عند الرجال، مازالت مستمرة حتى أيامنا هذه، وهي أنه يشعر بالراحة النفسية والجسدية عندما يعود إلى المنزل من وظيفته، ويرى زوجته بانتظاره.
رابعاً: الخوف من التقدم في العمر هناك رجال كثيرون، عندما يتقدمون في العمر، تتشكل لديهم مخاوف من البقاء وحيدين ومنعزلين، أي أن فوات قطار الزواج يعتبر مرعباً بالنسبة لهم كما هو مرعب بالنسبة للنساء.
خامساً: الكل يفعلها أشارت الدراسة إلى أن هذه النسبة من الرجال يفكرون أن الزواج هو من أحد الأركان الهامة للحياة، والجميع يفعلها فلماذا لا يفعلها هو أيضاً. ومن هنا فإنه يتنازل عن فكرة ضرورة وجود الحب في الزواج. علّقت الدراسة: « إن الزواج فقط من أجل الزواج طالما أن غالبية الناس يتزوجون».
سادساً: عامل الاستقرار العاطفي تكشف الدراسة أن الرجل هو أكثر حاجة للاستقرار العاطفي من المرأة؛ لأنها تنضج عاطفياً بشكل أسرع منه، وهي ليست بحاجة لمن يعلمها ذلك الاستقرار، لكن الرجل عندما يكون طفلاً، يشعر بالاستقرار بوجوده قرب أمه، ويستمر هذا معه حتى وصوله لمرحلة البلوغ، وعندما ينفصل عنها فإنه بحاجة لزوجة يشعر معها بالاستقرار.
سابعاً: الممارسة الحميمية الرجل بحاجة ماسة للممارسة الحميمية، التي تعتبر عند نسبة كبيرة من الرجال ممارسة؛ من أجل إشباع رغبة، بغض النظر عن وجود الحب والرومانسية، وهذا هو بالضبط الموقف بالنسبة للرجال الذين يتزوجون دون الوقوع في الحب، ودون وجود جاذبية عند المرأة التي يتزوج منها، حيث إن الممارسة يمكن أن تتحول إلى أمر «ميكانيكي» عند الرجل، حسب وصف الدراسة، ولكن ذلك من شبه المستحيلات بالنسبة للمرأة.
ثامناً: من أجل النمو اجتماعياً علمنا المجتمع بأن النهاية السعيدة لكل علاقة عاطفية هي الزواج، وإنجاب الأولاد وتشكيل أسرة، وبأن الإنسان لا ينمو بشكل كامل إلا إذا شعر بالمسؤوليات، وهنا فإن الزواج وإنجاب الأولاد وتشكيل أسرة، تعتبرعوامل هامة بالنسبة لنموالرجل.
تاسعاً: الفرصة الأخيرة أوضحت الدراسة أن غالبية النساء لا يتقبلن الاستمرار في علاقة عاطفية مع الرجل، دون التزام جدي يتمثل في الزواج، ولذلك فإن هناك نساء كثيرات تعطين مهلة محددة للرجل؛ من أجل تحديد موقفه وإعلان نيته في الزواج وإلا فإنها ستتركه، ومن هنا فإن بعضهم لا يريدون تفويت الفرصة؛ خشية ألا يعثروا على نساء يرضون بهن.