يعيش قطاع التعليم الخاص وضعا استثنائيا، بتزامن مع انتشار فيروس كورونا المستجد، والذي فرض حظرا صحيا استحالت معه مواصلة الدروس الحضورية واستبدالها بصيغة التعليم عن بعد، في إطار ضمان الإستمرارية البيداغوجية. الوضع الإستثنائي وفي ظل تداعيات الجائحة الإقتصادية والإجتماعية أدى لإشعال فتيل التوتر بين مؤسسات تعليمية خصوصية من جهة وبين آباء وأولياء تلاميذها من جهة ثانية، موضوعه الأساس مستحقات التمدرس بهاته المؤسسات الخاصة بشهور فترة الحجر الصحي. أمام تطور الوضع، و تحركات الهيئات الممثلة للمؤسسات الخصوصية وكذا لممثلي جمعيات الآباء والأَولياء، دخل وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي على الخط، ليخلص بعد عدة لقاءات بالمعنيين لمقترح وساطة مديري الأكاديميات الجهوية ومديري المديريات الإقليمية لنزع فتيل التوتر بين مختلف الأطراف. اتحاد التعليم والتكوين الحر بالمغرب، و باعتباره إحدى الهيئات النشيطة والفاعلة بقطاع التعليم الخصوصي، أو التعليم الحر كما يصر القائمون عليه على تسميته، كان حاضرا خلال "اللحظات المؤثرة" التي اجتازها القطاع و مؤسساته خلال فترة الحجر الصحي، كما جاء في بلاغ توصلت أخبارنا بنسخة منه، مشيرا فيه إلى أن النتائج الأولية لاجتماعات بعض أكاديميات ومديريات المملكة، أفضت إلى وقف نزيف الإحتقان، حيث أن جميع الأطراف المشاركة من تمثيليات قطاع التعليم الحر بالمغرب وممثلي جمعيات آباء وأمهات التلاميذ عملت لاحتواء الأجواء المتشنجة وجعل مصلحة الوطن ومصلحة التلميذ فوق كل اعتبار، والانتصار إلى صوت الحكمة والتبصر الواعي لموجبات هذه الظرفية الحساسة والقطع مع كل الممارسات اللامسؤولة الصادرة عن بعض الأطراف. المكتب الوطني للاتحاد، ولاحتواء هذه الوضعية المتشنجة التي أفرزتها الظروف الاستثنائية، دعا المؤسسات التعليمية الحرة إلى : - تعزيز وتحصين أواصر التآزر والتضامن وتكثيف الجهود لرص الصفوف وتوحيد الخطاب في ظل هذه الظرفية الحرجة. - تغليب مصلحة التلميذ العليا وضمان حق التعليم لكل التلميذات والتلاميذ واستكمال كل العمليات المرتبطة بإجراءات آخر السنة. - الانخراط المسؤول والالتفاف حول قناعات ومواقف المكتب الوطني الرامية إلى التخفيف من حدة وقع الجائحة بشكل يضمن المصلحة العليا للتلميذ وحفظ سمعة القطاع ويضمن توازن المؤسسات ويوحد صفوفها ويحد من المبادرات الفردية. اتحاد التعليم والتكوين الحر بالمغرب ثَمَّنَ مخرجات مبادرة الوساطة التي تقودها وزارة التربية الوطنية عبر الأكاديميات والمديريات الإقليمية فيما يتعلق بالمرحلة التدبيرية لواجبات التمدرس خلال فترة الحجر الصحي، والتي ترمي إلى تبني مقترحات الاتحاد الذي يؤكد على : 1- المرونة في التعاطي مع واجبات التمدرس بالنسبة للأسر المتضررة من الجائحة والإبقاء على قنوات الحوار المفتوح مع الجهات الممثلة لجمعيات آباء وأمهات التلاميذ لتدبير القضايا الخلافية عبر آلية التواصل والحوار. 2- عدم مطالبة الأسر بتسديد واجبات خدمات النقل والإطعام خلال فترة الحجر الصحي. 3- طمأنة الأسر المغربية بجدوى التحركات و نتائج الوساطة مؤكدا على تثمين خطوات الوساطة المتخذة من لدن الوزارة الوصية وروح المسؤولية التي سادت أجواء الحوار وساهمت في استرجاع الثقة من خلال مخرجات اللقاءات، إيمانا من اتحاد التعليم والتكوين الحر بالمغرب بأن المدرسة الحرة مكون من مكونات المنظومة التربوية وشريك استراتيجي في تيسير العبور إلى تعليم مفتوح، منفتح ومندمج.