يستعد العالم للاحتفال باليوم العالمي للبيئة هذه السنة في ظل انتشار وباء كورونا الذي ضرب بقوة العديد من البلدان .وبهذه المناسبة ونظرا لما تحتله البيئة في عالم اليوم من أهمية في حياة الإنسان خاصة وجميع الكائنات الاخرى عامة، نستحضر مع القراء الكرام كيف نشأ هذا اليوم ؟ وماهي الاهداف من الاحتفال به كل سنة؟ و ما دور المدرسة في المحافظة على البيئة؟ 1-نبذة تاريخية: في 30 يوليوز 1968 اتخد المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، قرارا أوصى من خلاله الجمعية العامة بعقد مؤتمر عالمي بشأن مشكلات البيئة البشرية وهو ماتقرر في 3 دجنبر من نفس السنة.الا ان المنتظم الدولي،انتظر أربع (4)سنوات ليعقد اول مؤتمر تأسيسي في عاصمة السويد ،اطلق عليه" مؤتمر البيىئة البشرية من الفترة الممتدة من 5 الى16 يونيو 1972.هذا المؤتمر الذي حدد أهدافه في العبارة التالية " صياغة رؤية مشتركة للحفاظ على البيئةالبشرية"وفي نفس السنة بتاريخ 15 دجنبر 1972,تم انشاء برنامج الاممالمتحدة للبيئة,حيث تقرر منذ ذلك التاريخ 5 يونيو يوما عالميا للبيئة. ان المقام لايسمح بعرض مفصل لمختلف المحطات التي مر منها هذا اليوم والمكتسبات التي حققها في مجال البيئة على المستوى العالمي.لكن،سنكتفي بذكر تلات محطات فقط ،تنويرا للقراء الاعزاء في هذا الموضوع . في عام 2018 احتضنت عاصمة الهند،نيودلهي،الاحتفال العالمي الخامس والاربعون (45) تحت شعار " التغلب على التلوث البلاستيكي " .وفي السنة الماضية،2019, اجتمع ممتلواالدول الأعضاء في البرنامج الاممي، في الصين للاحتفال بالنسخة 46 تحت شعار "التغلب على تلوت الهواء ".لكن في هذه السنة 2020 سيسجل برنامج الاممالمتحدة للبيئة في سجله التاريخي ان وباء كورونا العالمي سيخلد يومه العالمي،السابع (47) ،الذي تقرر أن ينعقد بدولة كولومبيا،تحت شعار " التنوع البيولوجي" وكله " امل وطموح لمعالجة الأزمة التي تواجهها الطبيعة" كما اعلنت عن ذلك المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة. الا أنه مع الانتشار الكبير لكوفيد19،الذي ضرب بقوة خلال الأيام الاخيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية والبرازيل القريبتين من دولة كولومبيا ،سيفرض الاحتفال عن بعد.
2 _ المغرب من الدول الرائدة في حماية البيئة. يعتبر المغرب من الدول الأعضاء في برنامج الاممالمتحدة وملتزم بنهج سياسة محكمة في مجال المحافظة على البيئة سواء على المستوى الرسمي او على مستوى جمعيات المجتمع المدني. وهكذا توجد في المغرب مؤسسة دستورية كما ينص على ذلك الدستور في الفصل 151,باسم " المجلس الاقتصادي والاجتماعي و البيئي" الذي يهتم "بالقضايا التي لها طابع اقتصادي و اجتماعي وبيئي"كما ورد في الفصل 152. واصبح المغرب يتوفر على" الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة " الذي دخل حيز التنفيذ بتاريخ 14مارس 2014،دون اغفال إنشاء "مؤسسة محمد السادس للبيئة" في يونيو 2001. وعلى مستوى الحكومات المتعاقبة فان قطاع البيئة كان حاضرا دائما كوزارة قائمة الذات او كتابة دولة. وقد عرفت بلادنا في التلات سنوات الأخيرة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة كمايلي 2017: تحت شعار " ارتباط الناس بالطبيعة . 2018: تحت شعار " الغابات : الطبيعة في خدمتكم 2019: تم تبني نفس شعار الاحتفال العالمي بالصين " التغلب على تلوت الهواء" 3 _دور المدرسة في حماية البيئة والمحافظة عليها: نظرا لدور المنظومة التربوية في التنشئة الاجتماعية فان المؤسسات التعليمية تعمل على تزويد المتعلمات والمتعلمين بتربية بيئية سليمة ونشر السلوك الايجابي تجاه المحيط البيئي ،سواء من خلال توظيف المقررات الدراسية او في أنشطة الحياة المدرسية من خلال الأندية البيىئية بشراكة مع مصالح الوزارة المكلفة وجمعيات المجتمع المدني النشيطة في هذا المجال .
خلاصة : ان الحرص على حماية البيئة والمحافظة عليها في عالم يعرف تلوتا خطيرا لم تشهده البشرية من قبل، هو السبيل الوحيد لحماية الارض و الانسان والحيوان والنبات والهواء, وفي ذلك انتصار للحياة.