يحتفل العالم غدا الجمعة بالذكرى 48 لليوم العالمي للبيئة، الذي يتزامن مع 5 يونيو من كل سنة، واختارت له منظمة الأممالمتحدة هذه السنة شعار "حان وقت الطبيعة"، و هو يحيل إلى أهمية التنوع البيولوجي ودوره الاقتصادي والاجتماعي والبيئي والنفسي، وكلفة تدهوره وتأثير ذلك على صحة الإنسان، وبالخصوص من خلال انتشار الأوبئة. يشار إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد التي شهدها العالم هذه السنة تؤكد الترابط القوي بين التنوع البيولوجي والصحة. وفي هذا الصدد، شددت الأمم على أهمية التنوع البيولوجي واعتبرته أمر بالغ الأهمية للتنمية البشرية والرفاه، إذ سبق أن احتفل العالم في 22 ماي الماضي باليوم العالمي للتنوع البيولولوجي، الذي وضعت له شعار "حلولنا في الطبيعة". وأما في المغرب، فإن وزارة البيئة، فإنها تحتفي باليوم العالمي للتنوع البيولوجي من خلال تسطير مجموعة من البرامج واللقاءات في موضوع التنوع البيولوجي، وكل ما يتعلق بالنظم الإيكولوجية وحماية البيئة. وفي هذا الإطار، نظم عزيز الرباح، أخيرا، مائدة مستديرة افتراضية، بحضورمن 140 مشاركا، يمثلون القطاعات الوزارية ومؤسسات البحث العلمي والمجتمع المدني ، وكذا بعض الخبراء الوطنيين والدوليين. وأشار الرباح إلى أن المغرب في قلب الدينامية العالمية فيما يتعلق بالتغيرات المناخية وحماية البيئة وأنه يشكل نموذجا في مجال التنمية المستدامة، مؤكدا ضرورة التوفر على حكامة جيدة في مجال التنوع البيولوجي، وتطرق في هذا الصدد إلى ما تحقق مؤخرا من خلال إنشاء اللجنة الوطنية للتغير المناخي والتنوع البيولوجي.
كما شدد الوزير، على أهمية تعزيز الإطار القانوني المتعلق بهذا المجال وتطوير نظام معلوماتي وطني متكامل للتنوع البيولوجي يمكن من الحصول على خرائطية وطنية للتنوع البيولوجي من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية لرصد جميع التغيرات في الأوساط الطبيعية. وأكد كذلك على ضرورة تعزيز نظام المراقبة والوقاية وتزويده بكافة الوسائل اللازمة لتحمل مسؤولياته. ومن جهة أخرى، دعا إلى عكس الدينامية المرتبطة بفقدان النظم الإيكولوجية والتنوع البيولوجي، من خلال إحداث برامج إعادة تأهيل الأوساط الطبيعية وإعادة توطين بعض الأصناف وحماية بعض الكائنات. واعتبر أن تخصيص استثمارات بشراكة مع القطاع الخاص لإنشاء حدائق للترفيه والتنشيط قد تشكل إحدى السبل للحفاظ على بعض الأوساط الطبيعية وتثمينها. يذكر أن الاحتفال باليوم العالمي للبيئة بدأ في سنة 1972، التي كانت بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية، حيث عقد في هذه السنة تحت رعاية الأممالمتحدة، المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية، في الفترة من 5 الى 16 يونيو في ستوكهولم بالسويد. وكان الهدف من المؤتمر، المعروف بمؤتمر البيئة البشرية، أو مؤتمر ستوكهولم، صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.