يعرف العالم منذ شهور حركة شبه جامدة و هذا ما استدعى مجموعة من الدول لاتخاذ ما بات يعرف بالحجر الصحي, لكن سؤال يطرح لماذا انخفاض صبيب الأنترنيت و سرعته؟ خصوصا و أن الأنترنيت أهم وسيلة للتواصل بل و الأكثر من ذلك, هي الجسر الذي يطل من أعلى الشرفة, إنها شرفة الفقير الغني و المتوسط, اتصال و تواصل, فالتعليم عن بعد هو الحل الوحيد الذي وضعته مختلف الحكومات في العالم, و في ذلك فليتنافس المتنافسون. لم تهتم الشركة لمصلحة أبناء شعبها لجعلهم أكثر عطاء, خصوصا و نحن في أمس الحاجة لهذا الصبيب الذي أصبح يشبه العجوز التي تحقن إبرة الأنسولين و تعاني من داء السكري فالشباب المغربي إناثا و ذكورا يعانون من هذا الوباء الذي ربما أخطر من كورونا, إنه وباء استغلال الظرفية من طرف أكبر الشركات التي تسبب مورد فكر و ثقافة نعم رزق روحي.
فالصبيب الذي يريده الشاب المغربي فهو ذلك الصبيب السريع, لا يسبب أمراضا لأصحاب القطع النقدية.
سيقول البعض منكم أن العالم كامل يعاني من نفس المشكل بحيث أن الكل في بيته و لكن هناك دول أكبر منا مساحة و ساكنة, بل و بالضعف و لا تعاني نهائيا نفس المعاناة, لذلك اتخذ بعض الشباب فكرة "الهجوم البارد '' على هذه الشركات بعد انتهاء جائحة كورونا.
انسجاما مع متطلبات المواطنين و خاصة التلاميذ منهم عملت بعض شركات الاتصال من أجل جعل الأنترنيت مجاني بالنسبة للمواقع الدراسية التي عملتها الوزارة الوصية على هذا القطاع, إلا أن أغلب التلاميذ و الطلبة يعانون من عدم اشتغال هذه الخدمة, مما يبرر أن هذه مجرد خطة من أجل انتزاع الشرف و رفع القبعات.
ما مدى تأثير ضعف شبكة الانترنيت على الطلبة و التلاميذ بل و حتى الأساتذة و كافة المواطنين, الذين يعانون ويلين, الويل الأول و هو الأخبار المخزنة و حالات الوفاة التي تسمع على شاشات التلفاز, أما الويل الثاني و هو عدم اشتغال هذا النت, و هناك من انقطع عنه الصبيب لأيام كثيرة.
التقشف الذي تنهجه الدولة بل و بالأحرى الشركات باتفاق مع الدولة بهدف اقتصاد الشبكة و عدم الحاجة للاقتناء في الأفق, سيسبب كارثة عظيمة, خصوصا و أن أغلب القطاعات تنشط بهذه الوسيلة الممتعة, بها السلبي و الإيجابي, لكن درجة الوعي التي بلغها أبناء جيلنا من أجل التعمق في الأفكار المنهجية لمفكرين و قراءة الكتب الالكترونية, فقد كانت و لازالت هي المصب الوحيد و المعبر الذي يقصده الشباب بل و حتى الأطفال الذين يدرسون هم أيضا عن بعد .
لماذا البخل و الاحتكار في توظيف هذه الوسيلة التي تعتبر من أشهى الاطباق الافتراضية و من مصادر العلم الحديث, فالشبكة العنكبوتية التي تحتوي على ملايير التريليونات من الصفحات و المواقع, فلكل منا اختياره, و لكن مسألة الاختيار بسياسة التقشف أصبحت احتيار.
النجاح في القسم الحالي, يتطلب شبكة و الشبكة تحتاج لدعم مادي و الدعم المادي يحتاج لمساعدة و المساعدة تحتاج للاستقرار, فعدم الاستقرار المعنوي لهؤلاء الشباب الذين أصيبوا بنوع من الاضطرابات بسبب قلة و ضعف صبيب الأنترنيت قد يسبب في كارثة أخرى تعدت كارثة الوباء, فنحن نعيش فشلا كبيرا من حيث التعليم و سنزداد أكثر مع هذا الوباء الكوني وباء الانسولين الصبيب الشبكة الانترنيت, أفلا يتفكرون أولي الرزق و العلم في طالبي العلم و ؟ إنه العبث أفلا تتفكرون...؟