يتعلق الأمر بشهر رمضان المبارك الذي يضم ثلاثون يومًا من الصيام، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، إذ يجلب هذا الأخير حركة غير عادية من خلال تقديس المسلمين لهذا العيد الإسلامي، ولكن كما هو الحال مع كل ضروب الحياة، هناك استثناءات؟، ومع تبقي أقل من يومين قبل بدء شهر رمضان، استحوذ القلق على الأسر التي اعتادت تجمعات الإفطار والتجمعات العائلية. فمنذ شهر شعبان تبدأ روحانية وعادات وتقاليد خير الشهور، بحلويات تختلف من منطقة الى أخرى، شهر يكثر فيه الإقبال على التبضع يوميا وبشكل كبير، إذ يلاحظ ذلك منذ الساعات الأولى لصباح حتى اقتراب موعد الإفطار بل وتنطلق بعده إلى ساعات متأخرة من الليل.
يصادف رمضان وضعا خاصا، مع جائحة فيروس كوفيد 19، حيث قبل شهر تزامن مع حالة اغلاق المساجد والأماكن المقدسة وكذا تعليق الرحلات الجوية، لقد قبل الكثيرون حقيقة أن الشهر الكريم سيتأثر بانتشار المرض الذي لا يظهر أي نية للتراجع في وقت قريب، وفي مواجهة حقيقة أن صلاة الجماعة التي تقام عادة في المساجد خلال شهر رمضان التي لن تكون ممكنة بالنسبة للدول الإسلامية هذا العام.
يأتي رمضان بصيغة وبأسلوب خاص في ظل جائحة الكورونا، لا مساجد ولا تراويح ولا صلوات التهجد، ولا أصوات القرآن في كل أرجاء المعمور، ولا جلسات الأصدقاء والأحبة، وسهرات الى آخر الليل...، ولأول رمضان لربما لن نعرف الإسراف والبذخ على موائدنا...
نسمات روحانية خاصة ستغيب شيئنا أم أبينا، ستغيب ملابسنا التقليدية وحملنا لسجادة لذهاب إلى مسجد الحي لصلاة التراويح والتهجد، وإلى تجمعات الدروب والأسر والعائلات، أتأسف أنه عند مائدة الإفطار في اليوم الأول سيبكي الناس وسيدعون الله لرفع البلاء عاجلا غير آجل.
ستشهد بلادنا وضعا استثنائيا فلأول مرة منذ عقود خلت، لم يشهد المغرب حالة كهذه، فآخرها عندما عرف المغرب فترة جفاف صعبة وتم الإفتاء بعدم ذبح أضحية العيد، لكن أن تشهد اغلاق المساجد والمقاهي
وغيرهما، تبقى استثنائية، ستغيب دوريات الأحياء الرمضانية، وأجواء رمضان التي تكون فيها الطمأنينة وسيحضر الخوف والترقب.
لا يسعنا إلا أن نلتزم جميعا بالحجر الصحي، حتى نعود إلى حياتنا الطبيعية التي اشتقنا لها رغم أننا كنا، نشتكي منها، ومع هذا الوباء أصبحنا نتشوق لتلك الأيام وزحمتها وخصائصها.