لرمضان في باكستان طقوس وعادات خاصة تتجلي فيها أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي وروحانيات الشهر المبارك. من توزيع وجبات "البرياني"، الشهيرة هناك، على الفقراء .. وتبادل الزيارات ودعوات الإفطار بين الأقارب .. وإلى الإقبال الكبير التي تشهده المساجد والأضرحة .. وحرص المساجد على ختم القرآن 3 مرات، يمضي رمضان في باكستان حاملا البهجة والسعادة لمواطني بلد يبلغ عدد سكانه 180 مليون نسمة، وغالبيتهم من المسلمين. ويُعلن اليوم الأول من رمضان عطلة رسمية، وتغلق المطاعم وأماكن الترفيه أبوابها خلال شهر رمضان، أو تقلل من ساعات عملها، في حين تشهد المساجد والأضرحة إقبالا كبيرا، ويأتي على رأسها ضريح الشيخ زكريا بهاء الدين، في مدينة ملتان، وضريح أبو الحسن علي الحاجويري، في مدينة لاهور، وضريح عبد الله شاه غازي في كراتشي. ويتم خفض عدد ساعات العمل في رمضان في أنحاء البلاد، في القطاعين العام والخاص، بنحو ساعتين؛ حيث تنتهي ساعات العمل بحلول الساعة الثالثة ظهرا. وتُعلن العشر الآواخر من رمضان عطلة رسمية، تزدان خلالها المساجد والمباني العامة بالزينات والأنوار. ويفضل الباكستانيون تناول السمبوسك، التي هي معجنات محشوة بأنواع من اللحوم المفرومة والخضروات، والفواكه والشاي الأخضر وماء الورد، على الإفطار .. بدلا من الأكلات الثقيلة. ويُعد رمضان في باكستان شهرا لإحياء العادات والتقاليد كذلك؛ إذ يتبادل الأقارب والجيران الزيارات، والدعوات على الإفطار والسحور. كما يظهر التكافل في أوضح صوره خلال الشهر الكريم؛ حيث تقدم الجمعيات الأهلية، ورجال الأعمال، الإفطار في المساجد والشوارع، ويطبخ "البرياني"، التي هي وجبات من الأرز مع اللحم أو الدجاج، في قدور كبيرة في الأحياء الفقيرة، ويوزع على المحتاجين. وتختم أغلب مساجد باكستان، القرآن الكريم أكثر من مرة خلال صلاة التراويح؛ حيث يُختم لمرة أولى في ال 15 من الشهر، وتستكمل الختمة الثانية ليلة 27 رمضان، ثم يُختم القرآن للمرة الثالثة في الليالي المتبقية. ويؤدي تعدد الختمات إلى امتداد صلاة التراويح حتى السحور في كثير من الأحيان. ويتم اختيار أئمة صلاة التراويح من بين الحافظين القادرين على قراءة القرآن عن ظهر قلب، كما تعد صلاة التراويح فرصة لإعداد أئمة جدد؛ حيث عادة ما يترك إمام المسجد موقعه للأئمة الشباب خلال جزء من صلاة التراويح. وخلال شهر رمضان تُعرض في مسجد "بادشاه" في لاهور، الذي بُني خلال عهد سلطنة المغول في الهند، أغراض يُعتقد أنها تعود لنبي ورسول الإسلام وعائلته، ويزورها عدد كبير من الزوار المحليين والأجانب.