أوروبا على موعد هذا الأربعاء مع يوم غضب احتجاجا على سياسات التقشف، وذلك بالتزامن مع إضراب عام في كل من إسبانيا والبرتغال، اللتين تعدان من أكثر البلدان التي تعاني من أوضاع صعبة في المنطقة، إضافة إلى اليونان المثقلة بالديون. فإسبانيا التي تعد رابع اقتصاد في منطقة اليورو وتعيش وضعا صعبا على وقع بطالة تطال ربع قواها العاملة وسياسة تقشف شديدة الصرامة، تستعد اليوم لإضراب عام هو الثاني في غضون عام. كانديدو مينديز، الأمين العام للاتحاد العمالي العام في إسبانيا يقول: ‘' إن هذا الوضع له جذور في السياسة الأوروبية. سياسة تفرض علينا من قبل المفوضية، التي تنفذ أوامر برلين، ورئيس الحكومة الإسبانية ليس فقط يقبل بذلك، ولكن يذهب إلى أبعد من ذلك” و دعت النقابات الكبرى في إسبانيا أمس إلى التظاهر عصرا في مدريد، كذلك حركة “الغاضبين” التي تعبر عن الإستياء الشديد إزاء تنامي الفقر وعمليات طرد أصحاب المساكن، الذين يرزحون تحت ديون ثقيلة، إضافة إلى مليارات اليوروهات التي تلتهم في مساعدة المصارف. أحد المشاركين في المظاهرة يقول: “ إنهم يخفون الحسابات، إنهم لا يعطوننا الصورة الحقيقية لكل بلد، لأن ألمانيا لديها مشكلة خطيرة جدا، وفي فرنسا بدأت تظهر بعض المشاكل أيضا. هذا سيكون الفيروس الذي سوف ينتشر في جميع أنحاء أوروبا. أنا لا أعرف كم من الوقت سوف يستمر اليورو “ وفيما دعت النقابات العمالية في إسبانيا إلى تجمعات في حوالى مائة وعشرين مدينة تحت شعار “يحرومننا من مستقبلنا“، تتوالى المظاهرات الاحتجاجية على سياسة التقشف، التي تضرب بقسوة الفئات المتواضعة، والتي تنتهجها الحكومة اليمينية برئاسة ماريانو راخوي، الذي يتوخى منها توفير 150 مليار يورو بحلول 2014. أما في البرتغال فتأمل النقابة الرئيسية في البلاد “سي جي تي بي” من جهتها التعبئة من خلال إضراب عام ضد سياسة التقشف، التي تتبعها حكومة اليمين الوسط تحت وصاية الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. زعيم النقابة الرئيسة في البرتغال أرمينيو كارلوس يقول: “ لقد بدأنا هذه المعركة ليس فقط من أجل حق العمال ولكن أيضا للدفاع عن حقوق الأجيال القادمة، من أجل حقوق أطفالنا، ونحن أيضا نحارب من أجل مستقبل بلدنا” كذلك من المقرر أن تنظم اليوم مظاهرات احتجاجية مختلفة في بلدان الجنوب، التي تعاني أيضا من الأزمة لاسيما إيطاليا واليونان، وأيضا في ألمانيا وبلجيكا وفرنسا.