مدن الشمال تستعد لإستقبال جلالة الملك    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر    النصيري يسجل من جديد ويساهم في تأهل فنربخشه إلى ثمن نهائي الدوري الأوروبي    الحسيمة.. تفكيك شبكة إجرامية متورطة في تنظيم الهجرة السرية والاتجار بالبشر    القضاء يرفض تأسيس "حزب التجديد والتقدم" لمخالفته قانون الأحزاب    إطلاق تقرير"الرقمنة 2025″ في المنتدى السعودي للإعلام    الاقتصاد السوري يحتاج إلى نصف قرن لاستعادة عافيته بعد الحرب التي دمرته    شي جين بينغ يؤكد على آفاق واعدة لتنمية القطاع الخاص خلال ندوة حول الشركات الخاصة    عامل إقليم الحسيمة ينصب عمر السليماني كاتبا عاما جديدا للعمالة    مضمار "دونور".. كلايبي يوضح:"المضمار الذي سيحيط بالملعب سيكون باللون الأزرق"    الجيش يطرح تذاكر مباراة "الكلاسيكو" أمام الرجاء    إطلاق المرصد المكسيكي للصحراء المغربية بمكسيكو    كيوسك الجمعة | المؤتمر الوزاري العالمي الرابع للسلامة الطرقية يفي بجميع وعوده    باخرة البحث العلمي البحري بالحسيمة تعثر على جثة شاب من الدار البيضاء    المندوبية السامية للتخطيط تعلن عن ارتفاع في كلفة المعيشة مع مطلع هذا العام    انتخاب المغرب رئيسا لمنتدى رؤساء لجان الشؤون الخارجية بالبرلمانات الإفريقية    تراجع احتمالات اصطدام كويكب بالأرض في 2032 إلى النصف    نتنياهو يأمر بشن عملية بالضفة الغربية    إطلاق أول رحلة جوية بين المغرب وأوروبا باستخدام وقود مستدام    المغرب يحافظ على مكانته العالمية ويكرس تفوقه على الدول المغاربية في مؤشر القوة الناعمة    توقعات أحوال الطقس ليومه الجمعة    إسرائيل تتهم حماس باستبدال جثة شيري بيباس وبقتل طفليها ونتانياهو يتعهد "التحرك بحزم"    فضاء: المسبار الصيني "تيانون-2" سيتم اطلاقه في النصف الأول من 2025 (هيئة)    الولايات المتحدة تبرم صفقات تسليح استراتيجية مع المغرب    عامل إقليم الجديدة و مستشار الملك أندري أزولاي في زيارة رسمية للحي البرتغالي    كيف ستغير تقنية 5G تكنولوجيا المستقبل في عام 2025: آفاق رئيسية    محامون: "ثقافة" الاعتقال الاحتياطي تجهض مكتسبات "المسطرة الجنائية"    حوار مع "شات جيبيتي" .. هل تكون قرطبة الأرجنتينية هي الأصل؟    "بيت الشعر" يقدّم 18 منشورا جديدا    أوشلا: الزعيم مطالب بالمكر الكروي لعبور عقبة بيراميدز -فيديو-    تطوان تستعد لاستقبال الملك محمد السادس وسط إجراءات مكثفة    حادثة سير مميتة على الطريق الوطنية بين طنجة وتطوان    "مطالب 2011" تحيي الذكرى الرابعة عشرة ل"حركة 20 فبراير" المغربية    "حماس" تنتقد ازدواجية الصليب الأحمر في التعامل مع جثامين الأسرى الإسرائيليين    طه المنصوري رئيس العصبة الوطنية للكرة المتنوعة والإسباني غوميز يطلقان من مالقا أول نسخة لكأس أبطال المغرب وإسبانيا في الكرة الشاطئية    سفيان بوفال وقع على لقاء رائع ضد اياكس امستردام    السلطات تحبط محاولة نواب أوربيين موالين للبوليساريو دخول العيون    جمعية بيت المبدع تستضيف الكاتبة والإعلامية اسمهان عمور    الجيش الملكي يواجه بيراميدز المصري    أهمية الحفاظ على التراث وتثمينه في صلب الاحتفال بالذكرى ال20 لإدراج "مازاغان" ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو    مجموعة أكديطال تعزز شبكتها الصحية بالاستحواذ على مصحة العيون ومركز الحكمة الطبي    حكومة أخنوش تتعهد بضمان تموين الأسواق بجدية خلال رمضان    محكمة إسبانية تغرّم لويس روبياليس في "قبلة المونديال"    6 وفيات وأكثر من 3000 إصابة بسبب بوحمرون خلال أسبوع بالمغرب    غشت المقبل آخر موعد لاستلام الأعمال المشاركة في المسابقة الدولية ل "فن الخط العربي"    ثغرات المهرجانات والمعارض والأسابيع الثقافية بتاوريرت تدعو إلى التفكير في تجاوزها مستقبلا    الأخضر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    إطلاق النسخة التاسعة للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في المجال الفلاحي والقروي    سينما المغرب في مهرجان برلين    الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في تحليل بيانات أجهزة مراقبة القلب    اللجنة الملكية للحج تتخذ هذا القرار بخصوص الموسم الجديد    حصيلة عدوى الحصبة في المغرب    أزيد من 6 ملاين سنتيم.. وزارة الأوقاف تكشف التكلفة الرسمية للحج    دراسة تكشف عن ثلاثية صحية لإبطاء الشيخوخة وتقليل خطر السرطان    صعود الدرج أم المشي؟ أيهما الأنسب لتحقيق أهداف إنقاص الوزن؟"    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الداخلية المغربي : مشكلتنا مع إيران ولابد من وقف الحرب في سورية و علاقتنا بالخليج قديمة وأخوية
نشر في أخبارنا يوم 13 - 11 - 2012

أكد وزير الداخلية المغربي محند العنصر، أنه لا يخرج عن القانون شبراً، وأن رجاله يماثلون في انضباطهم وحسن تعاملهم مع الشعب نظراءهم الأميركيين والفرنسيين.

وفي حديث الى «الحياة»، أكد الرجل القوي في حكومة الإسلاميين الائتلافية في المغرب، أن بلاده مستعدة لدفع ثمن تحالفها القوي مع الخليجيين، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بأي هجوم إيراني أو تهديد أمني يتعرض له الخليج.

ورأى أن البلايين التي أعلنت وسائل الإعلام أن العاهل المغربي عاد بها من الخليج ليست كذلك، بل هي قيمة مشاريع استثمارية تدارسها الفريقان بعناية، وأنها ليس «هبات»، مشيراً إلى أن الجولة التي قام بها الملك المغربي كانت توطيداً لعلاقات وثيقة بين المغرب وإخوته في الخليج، وأن الأموال الخليجية شاركت في مشاريع استثمارية حيوية من قبل في بلاده مثل الطرق والسياحة والعقار.

وحول ملف انضمام المغرب إلى مجلس التعاون، أكد العنصر أن المغرب لم يتردد في قبول الدعوة الخليجية، ولكنه طلب تنفيذها بالتدريج، خشية أن يحرج نفسه أو تُحرج دول في المجلس كانت تتحفظ على العرض الذي قُدم له.

وقال: «ما حصل هو أن المغرب عندما توصل لهذا العرض من الإخوة في دول الخليج، قدر هذا العرض حق قدره، وتفهم أن هذا يعني امتيازاً بالنسبة للمغرب وللمملكة الأردنية، ولكن سياسياً لا بد أن نفكر في الجدوى، فالمغرب ضمن اتحاد إقليمي آخر».

وحول علاقة التقارب الخليجي والمغربي الجديد بالأزمة في سورية، قال العنصر ل«الحياة»: «أعتقد أن هذا الشعور في التقارب بين الخليج والمغرب كان حتى قبل الحرب في سورية والأحداث الأليمة التي تقع فيها، وربما كذلك ما وقع في مصر وليبيا وتونس. فما وقع في سورية لا شك في أن له تأثيراً، لكنه ليس الأساس، لأننا لا نريد أن يمتد عدم الاستقرار والحروب المنطلقة من خليط ديني وعرقي وسياسي محض إلى تلك المنطقة التي هي الآن مستقرة وآمنة، وتعطي صورة للنمو والتقدم العربي. وهنا نص الحوار:



قبل أسبوع كان الملك محمد السادس قاد جولة قد تكون الأولى من نوعها له في منطقة الخليج، وهي جولة وصفتها الصحافة المغربية ب«الناجحة»، لماذا هي كذلك إذا صح هذا القول؟

- العلاقات بين المغرب والخليج ليست جديدة، وإنما هي قديمة وأخوية، وإن لم تكن تأخذ طابعاً رسمياً دائماً، فإن هناك دائماً زيارات متبادلة بين المغرب والخليج، لكن هذه المرة أعتقد أن الملك محمد السادس أراد أن يعطيها هذه الصبغة الرسمية، أولاً للرد على الزيارات الخليجية السابقة، خصوصاً من جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله عبدالعزيز الذي يعتبر المغرب بلده الثاني.

وثانياً لأن هذه الزيارة جاءت في ظرف خاص من الناحية السياسية، نظراً لما يقع في سورية والمنطقة العربية، كما تأتي في ظرف خاص بالنسبة للمغرب أيضاً، بهدف إعطاء نفس جديد للعلاقات الاقتصادية بين المملكة المغربية ودول الخليج، وهي علاقات موجودة من قبل بطبيعة الحال عبر الوجود السعودي والإماراتي والقطري والكويتي، ولكن لا بد من إعادة التقويم والبحث عن وسائل جديدة لتقوية هذه الاستثمارات الخليجية في المغرب.

هناك من يعطي للجولة المغربية بعداً آخر، فيراها تحولاً جديداً في الرؤية السياسية المغربية، إذ يقال إن المغرب كان في السابق يعتمد في تنميته وعلاقاته الاقتصادية على جيرانه الأوروبيين، ثم اكتشف بعد أزمة الكساد الأوروبية أن أشقاءه في المشرق أكثر استعداداً للوقوف بجانبه؟

- لا بد أن نقر بحقيقة في هذا الميدان هي أن المغرب منذ عقود يسعى إلى تنويع مصادره التنموية، ولكن صحيح أن الذي أشرت إليه مسار تاريخي، ففي وقت ما كانت فرنسا هي الركيزة الأساسية للتجارة المغربية استيراداً وتصديراً واستثمارات، ثم وقع التوسع مع دول أوروبية أخرى وأميركا، ولكن الحقيقة أن هذا التنوع مع الغرب لم يؤثر يوماً في العلاقة مع المشرق.

صحيح وهذا نعترف به أنه حتى بعيداً عن الاستثمارات، كانت هناك إعانات من الإخوة في المشرق للمغرب بسخاء، عندما كان المغرب يمر بأزمة حرجة في الثمانينات والسبعينات في حالات معينة، فكانت هذه العلاقات قديمة، وتطورت تلك الخطوة من إعانات إلى مشاريع ذات جدوى للطرفين معاً.

إذاً ما يقال بأن العلاقة بين الخليج والمغرب، هي «حب من طرف واحد» هو الخليج غير صحيح؟

- بالطبع غير صحيح، لأن المغرب إذا لم يكن موجوداً من الناحية الاقتصادية بسبب ظروفه التي لا تسمح له بالقيام بمثل ما يقوم به الخليجيون، فإن تعبيره عن حبه على الصعيد الاجتماعي والثقافي والعسكري والأمني والتدريبي موجود ولا يمكن أن ينكر.

والخليجيون لديهم شواهد على ذلك، وحفظوا ذلك للمغرب كما أشار الأمير خالد بن سلطان مثلاً في كتابه «مقاتل من الصحراء» إلى دور خاص للمشاركة المغربية في حرب تحرير الكويت بكتيبة ذات خبرة واحتراف قتالي عال، ولكن على الصعيد الأمني، بما أنك وزير داخلية ماذا يمكنك أن تطرح لنا من أمثلة؟

- هناك تعاون وثيق وعميق في المجالات الأمنية من حيث تبادل التجارب والخبرات، سواء من المغرب أو من الخليج، هناك في الماضي والحاضر بعض رجال الأمن المغاربة ممن يقومون بالتدريب في الخليج في شؤون الأمن، والمغرب نظراً لقوته الأمنية يقوم بدور بارز على هذا الصعيد، وبين حين وآخر تكون هناك طلبات لتوظيف عناصر مغربية من مواطنين مغاربة في الميدانين الأمني والديني.

بما أنك أثرت هذه الجزئية، ما حجم التنسيق بين السعودية والكويت في محاربة التطرف؟

- سياسات المغرب في هذا المجال واضحة، وهي منذ أن ظهر الإرهاب والمغرب يدين ويقاوم ويتصدى له، وهذا ما جعل المغرب في سنة 2003 يسن قانوناً خاصاً لمحاربة الإرهاب، الذي أثار انتقادات في ذلك الوقت، لأنه بشكل عام يخرج عن القاعدة العامة المألوفة، لكننا نؤمن بأن التطرف يجب أن يحارب بحزم وبوسائل قانونية خاصة، ومن هذا المنطلق فسياسة المغرب في هذا الإطار تتركز في تبادل المعلومات مع جميع الدول الصديقة، خصوصاً السعودية، لأن الإرهاب بالفعل لا وطن له ولا دين، فما يمكن أن نصاب به، يمكن أن تصاب به السعودية، والعكس صحيح، ولذلك فالسياسة الوقائية أهم من السياسة الجزرية، لأنه عندما تقع الحادثة، فإنها تكون وقعت بجميع إفرازاتها وأضرارها، ولهذا في إطار الوقاية الكل يعلم أن المخابرات والأخبار والتتبع ومعرفة التحركات مهتمة بذلك، خصوصاً أن الإرهاب أصبح شبكات ومجموعات موجودة في بلدان عدة.

وفي هذا الميدان هناك تعاون وثيق بين المغرب والسعودية ودول أخرى في المشرق.

البلايين التي عاد بها الملك محمد السادس من الخليج إذا ما اتفقنا على أنها استثمارات، ماذا يمكن أن تعود به على الخليج، حتى لا يقال إنها صدقات كما يتوهم البعض؟

- أعتقد أن الملك محمد السادس لم يعد من زيارته ببليونات ولا مئات الملايين، وإنما عاد بمشاريع ستدرس، قدمت للإخوة في السعودية في مجال الطاقة والفلاحة والصحة، وهي مشاريع مدروسة وجاهزة، ولكن يجب تقويمها من جانب المستثمرين في هذه الدول، ولا شك في أنه ستكون هناك اجتماعات ولقاءات حولها، بمعنى إذا لم تكن الجدوى الناتجة منها غير مقنعة للمستثمر، فإنه لن يدخل فيها.

وهل لهذا الزخم الجديد من التعاطي السياسي بين المغرب والخليجي علاقة بشعور الفريقين بالخطر المحدق جراء الوضع في الإقليم وسورية؟

- أعتقد أن هذا الشعور في التقارب بين الخليج والمغرب، كان حتى قبل الحرب في سورية والأحداث الأليمة التي تقع فيها، وربما كذلك ما وقع في مصر وليبيا وتونس.

فما وقع في سورية لا شك في أن له تأثيراً، لكنه ليس الأساس، لأننا لا نريد أن يمتد عدم الاستقرار والحروب المنطلقة من خليط ديني وعرقي وسياسي محض إلى تلك المنطقة التي هي الآن مستقرة وآمنة، وتعطي صورة للنمو والتقدم العربي، وهذا يؤدي إلى تقوية الروابط والشعور بضرورة التقارب أكثر وفهم الوضع أكثر.

ولكن هل أنتم بالفعل تشعرون بخطورة ما يجري في سورية بالمستوى الذي يشعر به الخليج، بمعنى أن رؤيتكم على رغم البعد الجغرافي متوازية مع الرؤية الخليجية للثورة في سورية، لدرجة أنه لو تم الاتفاق على قوة عربية مقاتلة لشارك فيها المغرب مثلاً؟

- لا، هذا لم يناقش، ولكن كيفما كان، فنحن على مستوى التفكير نفسه مع الخليجيين، على رغم بعد المغرب الجغرافي، ولكن عندما نرى أن الأمور لم تستقر بعد في ليبيا ولا في تونس ولو بأقل حدة، فلا بد أن نفكر في هذا كله، ولا بد أن يوضع حد لهذه الحرب في سورية بسرعة، فمع الأسف وصلت الأمور إلى حد لم يبق معه مجال للتفاوض أو المصالحة، وهو ما كنا نسعى للوصول إليه مبكراً، أما بعد تفاقم الأمر إلى هذا المستوى، فإن ما يجري قد يفجر سورية والدول المجاورة لها، ولهذا أعتقد أن الإحساس بخطر ما يمكن أن يؤدي إليه عدم استقرار المنطقة ضروري، فنحن نشعر بالخطر، ولا بد من تبادل وجهات النظر وتوحيد المواقف، وهذا حاصل.

تحدث المصريون وهم الدولة العربية الأكبر عن أن أمن الخليج خط أحمر، خصوصاً في ما يتعلق بالتهديدات الإيرانية، بالنسبة لكم وأنتم الحليف العسكري الأهم للخليج بعد مصر عربياً، كيف تنظرون إلى الخطر الإيراني على الخليج كما يروّج؟

- المغرب دائماً إلى جانب دول الخليج في ما يتعلق بمشكلاتهم مع إيران، وهذا عبر عنه المغرب عندما وقعت مشكلة بين البحرين، وكذلك الإمارات مع إيران. كان المغرب سباقاً، وربما دفع ثمن تلك المواقف غالياً بعض الأحيان، لأن هناك من لا يتفهم. ولكن هذا يأتي من روح التضامن والتوافق بين المغرب والخليج، وأيضاً جراء المخاطر التي قد تطرأ على تلك المنطقة إذا ما وقع لا قدر الله أي انفجار فيها، لهذا نحن بالطبع لا يمكن أن نتدخل في شؤون دول الخليج، لكن مشكلتنا مع إيران قائمة، وهي تشجيع التشيع في المغرب وكذلك بعض الأفعال، ولا ننسى أن مشكلة التطرف الأساسية، أحببنا أم كرهنا، هي مرتبطة بالصراعات الدينية والطائفية، فالمغرب ولله الحمد لم يكن يعرف هذه الحروب الطائفية، فنحن لا نريد تغلغلاً لهذه الطريقة على طريقة مآرب دولة مثل إيران.

في ما يتصل بعلاقة المغرب بالخليج، هل سيكون هناك أي امتياز للعمال المغاربة، بعد خطوات التفاهم القائمة والتطور الجديد في العلاقة، خصوصاً أن الخليج يستقدم سنوياً مئات الآلاف من الأجانب، والمغرب يعاني من تصاعد أرقام البطالة فيه؟

- هذا ما نسعى إليه، لأنه لا يمكن أن نفكر في الإدماج أو نحوه، ولا يكون الوضع مميزاً للمواطن المغربي، صحيح نحن نقر بأن علاقتنا مع الخليج حتى قبل هذه المرحلة كانت مميزة ونوعية، ولكننا نطمح لأن يعطى المواطن المغربي امتيازاً في دول الخليج، بدرجة قريبة لمواطني الدول نفسها.

العرب في الدول المغاربية اعتبروا آباء ما سمي بالثورة، فكان التوانسة الذين أسقطوا ابن علي المثل الأعلى لكل الذين ثاروا على أنظمتهم حتى اليوم، بالنسبة لكم في المغرب، كيف تنظرون إلى هذا التحول، بعين الإعجاب أم التخوف من استحقاقاته؟

- هذا السؤال سيدخلنا إلى حديث فلسفي، وجميع الثورات والتغييرات تقع في بعض الأحيان بسبب حادثة عابرة لم يتم التفكير فيها، ولدي اليقين بأن المواطن التونسي الذي أحرق نفسه لم يكن يفكر هو أو غيره في إحداث ثورة، لكن كيفما كان الحال فإن الذي يجب أن نراه هو أن هذه الثورات إذا صح أن نسميها ثورات لها إيجابيات وسلبيات.

ومن إيجابياتها أنها كانت نوعاً من الصدمة، التي أيقظت بعض الأنظمة التي كانت إما خارجة عن السياق أو لها منظور آخر، وهذا ما حدث مع إزالة ابن علي والقذافي وحسني مبارك وعلي عبدالله صالح. ولكن يجب ألا ندع تلك الإيجابيات تغطي على السلبيات التي نعيشها، وهذا في نظري طبيعي لأن في جميع الثورات، عندما تقع مصادفة هكذا، لا يفكر القائمون عليها في كيفية تدبير ما بعدها، وربما هذا الذي حصل، ولذلك نرى بعض الدول لم تستقر بعد، واقتصادها تأثر كثيراً، وحياة مواطنيها تعرضت للأزمة، وهذا لا يعني أنه يجب الرجوع إلى ما كان عليه الوضع.

وماذا عن المغرب؟

- المغرب ولله الحمد بطبيعة نظامه والإصلاحات التي بدأت فيه منذ التسعينات وفي أواخر الثمانينات مع الملك الراحل، وتسارعت في هذه الألفية، ربما كل هذا ما جعل المغرب عندما وقع ما وقع في الشارع لم يكن مصدوماً مثل غيره في تونس وليبيا، إذ كان الأمر طبيعياً، فالاحتجاجات في الشارع كانت موجودة واعتيادية حتى قبل 2011، أضف إلى ذلك أن المغرب وقع منه الإصغاء والاستجابة بسرعة إلى عدد من المطالب التي كانت هي الأساس.

على هذا رأى البعض أن المغرب اخترع «الوصفة» المنقذة من فيضان الثورات العربية؟

- بالفعل، فيما البعض لا يتفهم، ويرى أن الدولة لم تستجب للمطالب بما يكفي، ولكن نحن قناعتنا بأن الإصلاح لا يأتي إلا تدريجياً، لأنه إذا لم يتماش مع متطلبات المجتمع، فلا فائدة منه، ولكن هناك مجموعات لا يرضيها أي شيء، لأن لها منظوراً آخر وهو تغيير النظام كلية، ولكن الحمد لله أن هذا ليس منظور المغاربة، الذين عبّروا عن رفضهم له في الاستفتاء الأخير وفي جميع المناسبات، ولهذا أعتقد أن ما هو صعب في المنطقة العربية بأسرها هو كيف يتم استرجاع الاستقرار في الدول التي سقطت أنظمتها وعدم خلق الفوضى، وكيف يمكن أن نذهب إلى الإصلاحات.

ولكن إيصال تلك الثورات الإسلاميين إلى السلطة ليس مما يقلق الأنظمة التي لم تحدث فيها الثورات؟

- وصول الإسلاميين إلى السلطة ليس مشكلة أبداً، وتجربة المغرب تطرح مثالاً في هذا، فالانتخابات الشفافة أتت بالإسلاميين في المقدمة، ولكن ليست لهم الأغلبية المطلقة، وبإمكان بقية الأحزاب الممثلة في البرلمان تكوين أغلبية من دون الإسلاميين.

يذكر عدد من المحللين أنكم (حزب الحركة الشعبية) استخدمكم الإسلاميون لإنجاح مشروعهم في الحكم، على رغم أنكم حزب ليبرالي تختلف أيديولوجيته السياسية مع تلك التي ينطلق منها حليفكم اليوم في «العدالة والتنمية»، هل هذه ردة عن خط الحزب أم ماذا؟

- نحن شرعيون نؤمن بالدستور وبمساره للمغرب، وأردنا أن يكون التطبيق عملياً، فحزب العدالة والتنمية جاء الأول، ولا يمكن أن نحرم عليه موقعه في الانتخابات ولا حقه في تشكيل الحكومة، وبالفعل كان ممكناً أن نرفض نحن أو أي من الحلفاء الآخرين، ولكننا اعتبرنا أن هذه تجربة تطبق الدستور، وثانياً تجربة تمنحنا فرصة إبراز أن الإسلاميين ليسوا جميعاً متطرفين، وأن بوسعهم أن يكونوا حكاماً لهم مرجعية دينية مثل بعض الأحزاب في أوروبا، وبالنسبة للديموقراطية نحن نريد لهذه التجربة أن تنجح، حتى نزيل تلك الصورة القاتمة بأنه عندما يفوز فريق إسلامي في الانتخابات، فإنه سيكون سلفياً يقوّض مبادئ الديموقراطية والحريات العامة، فمشاركتنا من باب إنجاح التجربة، لكننا لا نقبل بأن تكون على حساب اختياراتنا الأساسية، طبعاً عندما


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.