أكد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني أنه لا حل قريباً للأزمة السورية، خصوصاً أن النظام السوري لا يزال يراهن على القصف والقتل، وأن الجامعة العربية «لا يمكن أن تقوم بأي دور أكثر مما قامت به»، مشيراً إلى أن بلاده تقف مع البحرين في كل ما يهدد أمنها، وقال إن ما يجري على أرضها ليس ثورة وإنما «في البحرين هناك من يمارس العنف لفرض الرأي، وهذا مرفوض». وقال العثماني في تصريحات لجريدة «الحياة» إن «الشعب السوري مع الأسف يعيش المعاناة منذ بدء الثورة الشعبية، ولا يزال، ولا يبدو في الأفق القريب وجود حل معقول للأزمة، ونتمنى أن تكون هناك نتائج تمكّن من أن يسير الحل إلى الإمام، والنظام مع الأسف يراهن على القصف والقتل، والشعب وحيد، ويجب أن تكون هناك معارضة موحّدة، وعلى المجتمع الدولي ألا يقف مكتوف الأيدي تجاه ما يحدث». وأوضح أن بلاده ترفض التدخل العسكري في سورية: «نحن ضد التدخل العسكري، ولكن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يمنح الشعب السوري اختيار حاكميه». وفي شأن إن كانت جهود الجامعة العربية باءت بالفشل قال: «أعتقد أن الجامعة العربية بذلت كل ما تستطيع فعله، وأطلقت مبادرات مهمة ونشرت المراقبين، ولكن لم تصل إلى الحل، والجامعة لا يمكنها أن تقوم بأكثر مما قامت به، ولا تملك أي مواد قانونية لإرغام أي طرف». وحول تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد إلى وسائل إعلام روسية خلال اليومين الماضيين، وتأكيده أنه باقٍ في سورية حتى الموت، قال العثماني: «يصعب أن نتصور كيف يفكر الرئيس بشار الأسد، ولكن على الجميع أن يتحملوا مسؤولياتهم». وأوضح أن ما يطرح الآن في شأن انضمام المغرب والأردن إلى مجلس التعاون الخليجي هو «برامج اقتصادية لإيجاد التكامل والشراكة بينهما وبين دول الخليج الست». ونفى العثماني أن تكون هناك دولة خليجية أبدت امتناعها من دخول بلاده في منظومة المجلس الخليجي: «ما يطرح عن أن هناك دولة خليجية ممتعضة أو ممتنعة من دخول المغرب في مجلس التعاون غير صحيح، ولم نشعر بأن أي دولة متحفظة على هذا المشروع، بل هناك إجماع كامل على هذا الانضمام، ونحن شاكرون لدول المجلس ثقتهم بالمغرب والأردن». وحول إن كان موضوع تبادل الخبرات الأمنية والتعاون العسكري موجود في اجتماع وزراء خارجية الخليج الذي عقد في البحرين الأسبوع الماضي بحضوره ونظيره الأردني، قال: «في هذا الاجتماع طرحت الملفات التي تهم المستقبل بين الدول المجتمعة، ولم نناقش القضايا العسكرية والتعاون الأمني، ولنا علاقات مع دول الخليج منذ وقت طويل، ونحن حريصون على تطويرها في المستقبل، وتجاربنا الأمنية تحت تصرف أشقائنا ليستفيدوا منها، والشراكة مع دول الخليج حالياً تركز على الاقتصاد فقط». وأضاف أن زيارة عاهل المغرب الملك محمد السادس إلى بعض دول الخليج الشهر الماضي حققت أهدافها، وقال إن الجولة «كان الهدف منها العمل على جدولة إجراءات الدعم الخليجي للمغرب وهو 5 بلايين دولار (مثلها للأردن)، وللمشاريع التنموية، والزيارة حققت أهدافها، وسنبدأ الخطوة الأولى قبل نهاية العام الحالي». وفي شأن الأحداث الأمنية التي شهدتها البحرين، قال العثماني: «أكدنا للبحرين أن المغرب يقف معها ويستنكر كل ما يهدد أمنها، ونرفض العنف الذي يهدد أمن الوطن ونقف في ميزانها، ونرفض زعزعة الأوطان، والثورات التي تحققت في الدول الأخرى هي ثورات سلمية شعبية، أما في البحرين فهناك من يمارس العنف لفرض الرأي، وهذا مرفوض». وتابع: «نتمنى أن يقف كل التدخل الخارجي في شؤون البحرين، ونريد أن تكون جميع دول الخليج مستقرة».