في ندوة سياسية نظمها بالدار البيضاء، أمس السبت، حزب المؤتمر الوطني الاتحادي في موضوع: "إعادة بناء اليسار: المشروع، الضرورة، الإمكانات والمعيقات"، إعتبر محمد الساسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد وأستاذ القانون الدستوري، أن "اليسار، منذ تأسيسه، كانت له نقط ضعف مختلفة؛ يبقى أبرزها غياب تصور مدقق وعدم تقديم مبادرات، فضلا عن الانشقاقات وعدم استغلال الفرص السياسية"، مضيفا أن "اليمين المخزني لم يكن يوماً قادرا على هزم اليسار بصناديق الاقتراع"، وأن "اليسار كان يمتاز بقوة أخلاقية تجعله مشتلا للأطر، إلى جانب كونه قوة حداثية ضد مظاهر تخلف المجتمع في المغرب". المتحدث أوضح كذلك أن أحزاب اليسار انتقلت من خانة الأحزاب الكبرى إلى الأحزاب الصغرى دون تزوير لمحاضر الانتخابات، ما أرجعه الساسي إلى: دخول اليسار في تجربة 1976 و1977 "دون مواكبة"، بالإضافة إلى "اعتقاد جزء كبير من المغاربة بأن اليسار أخلّ بتعاقده مع الشعب من خلال مشاركة 1998"، إلى جانب مشكل "الديمقراطية الداخلية"، وأخيرا "المشاركة الحكومية التي تحولت إلى قاعدة وهدف عوض الدمقرطة التي لم تعد أولوية له".
واقترح رفيق نبيلة منيب ثلاث وصفات لإخراج اليسار من وضعه الحالي: أحدها "تجميع أحزاب اليسار القائمة وتشكيل إطار واحد"، وثانيها "انخراط الأحزاب اليسارية المغربية في حزب من الأحزاب القائمة"، معلقا أن هذا الأمر كان قائما في التسعينيات، لكن أحزاب اليسار اليوم غير مؤهلة للقيام بهذه الوظيفة الآن، وثالث الوصفات وآخرها وهو الذي يميل إليه الساسي أكثر هو "خلق إطار جديد مفتوح أمام الطاقات بما يجعله صناعة مشتركة لشيء جديد، حتى تنخرط فيه الرموز الثقافية والجمعيات والتنسيقيات والشباب وغيرهم"، يؤكد الفاعل السياسي اليساري في مداخلته...
فهل هي مقدمات لإتجاه مؤسس الوفاء للديمقراطية وأحد مؤسسي الحزب الإشتراكي الموحد لمشروع سياسي جديد ؟ أمر قد تكشف عنه الأيام المقبلة.