انطلقت، اليوم السبت بساحة الحارثي-ڭيليز بمراكش، الحملة العالمية "16 يوما من النشاط للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات"، تحت شعار "الذكورة الإيجابية .. الرجال والفتيان يناهضون العنف ضد النساء والفتيات". ويهدف هذا النشاط المفتوح للعموم، المنظم من طرف هيئة الأممالمتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، باسم منظمة الأممالمتحدة بالمغرب، تخليدا لليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، إلى التوعية والتحسيس حول ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات. وتميز حفل الانطلاق الرسمي للحملة بافتتاح أروقة تحسيسية للمؤسسات الوطنية الفاعلة والوزارات المعنية، بما فيها وزارة التضامن والتنمية الإجتماعية والمساواة والأسرة، والنيابة العامة، والمديرية العامة للأمن الوطني، ووزارة الصحة، والمندوبية السامية للتخطيط، علاوة على هيئات ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الأممالمتحدة. وشكلت هذه المناسبة فرصة للمسؤولين والمسؤولات عن هذه الأروقة للتفاعل مع الجمهور العام من أجل التعريف بالجهود الوطنية المبذولة للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات. وقالت ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة بمنطقة المغرب العربي، السيدة ليلى الرحيوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الحملة تمثل دعوة إلى حث الرجال على الإنخراط في مكافحة العنف ضد النساء وتعزيز الذكورة الإيجابية للرجال والفتيان لفائدة المساواة بين الجنسين، وكذلك في منع العنف ضد النساء والفتيات. وأضافت السيدة الرحيوي أن هذه الحملة، التي تقام هذه السنة تحت "هاشتاغ": "حيت أنا راجل"، تروم أساسا تشجيع الرجال على التفكير في مساهماتهم في قضية العنف القائم على النوع الاجتماعي وتحسيس المجتمع بالأدوار الإيجابية للرجال والفتيان في تعزيز المساواة بين الجنسين وكذلك في منع العنف ضد النساء والفتيات. وأبرزت أن هذه المبادرة هي دعوة، أيضا، للرجال إلى البدء بإلقاء نظرة انتقادية على أنفسهم وما يعنيه أن تكون رجلا في مجتمعاتهم ونقاط الضعف والعواقب السلبية التي يمكن أن تنجم عن ذلك، بغية النهوض بحقوق النساء ومساءلة اللامساواة والتمييز والرفع من الوعي الجماعي العام حول هذه الظاهرة. وسجلت ممثلة هيئة الأممالمتحدة للمرأة، في هذا الإطار، أنه بالإضافة إلى الجهود المبذولة من طرف الدولة على مستوى القوانين والاستراتيجيات وخطط العمل، يبقى من الضروري تكثيف الأنشطة التحسيسية والتعبئة لمكافحة مختلف أشكال العنف الذي تعاني منه النساء والفتيات. من جهتها، أبرزت رئيسة جمعية جسور لملتقى النساء المغربية، أميمة عاشور، في تصريح مماثل، أن هذه الحملة لمناهضة العنف ضد المرأة هي محطة سنوية لإبراز المشاريع والجهود الجبارة التي تبذلها جمعيات المحتمع المدني معية هيئة الأممالمتحدة، من أجل النهوض بحقوق النساء وخلق فضاء عام آمن ومتجانس يتسع للجنسين معا يسوده الاحترام والتقدير. وأضافت أن هذا النشاط هو فرصة أيضا لتحسيس وتوعية العموم بضرورة مناهضة العنف ضد النساء بكل أشكاله، "كما أن نؤكد على ضرورة الانخراط، كل من مكانه ومكانته، من أجل مجتمع تسوده المساواة والاحترام بين الجنسين". ويتم تنظيم الحملة العالمية "16 يوما من النشاط لمناهضة العنف ضد النساء و الفتيات" منذ عام 2008 بدعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، التي تنطلق كل عام يوم 25 نونبر، اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتمتد إلى غاية العاشر من دجنبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث تقام أنشطة لرفع الوعي خلال هذه الأيام الستة عشر من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناس، لتعزيز الوعي وإعطاء دفعة جديدة لجهود التعبئة وتبادل المعرفة والابتكارات. وستحظى حملة هذه السنة بمشاركة استثنائية لفنانين ملتزمين، بما في ذلك أنيس شوشان ومصطفى روملي وسعاد الساحل وفيصل عزيزي وتوفيق إزيديو وكذا مجموعتي "فناير" و"كباري الشيخات"؛ حيث سيعبر كل هؤلاء الفنانون عن رفضهم للعنف من خلال الموسيقى والشعر والرقص والفنون البلاستيكية. وفي إطار حملة 16 يوما من النشاط، تهدف عملية "لون العالم بالبرتقالي" إلى إضاءة وتزيين مجموعة من المعالم الآثرية والبنايات البارزة حول العالم باللون البرتقالي طيلة مدة الحملة للتحسيس حول ظاهرة العنف ضد النساء والفتيات، حيث ستتم، هذا العام في المغرب، إنارة بنايات الإدارة العامة للأمن الوطني ومتحف محمد السادس وبرج اتصالات المغرب والطرق السيارة بالمغرب ومحطة الرباط أڭدال للقطار السريع.