يشير القرآن الكريم في كثير من المواضع إلى الأضحية كعبادة عند الأمم السابقة، قال تعالى: " وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ.(سورة المائدة – 27. فالأضحية سنة مؤكدة في معظم المذاهب وواجبة في مذهب، كما أن أهدافها متعددة، إذ أن الحكمة منها ليست المساعدة باللحم، بل التذلل و التقرب إلى الله عز و جل، و بذل المال في سبيله و الامتثال لأوامره.
هذا وقد وصى الرسول صلى الله عليه و سلم بتقسيم لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام : قسم يوزعه المضحي على الفقراء و المحتاجين، وقسم يهديه للأقرباء و المعارف و الجيران و قسم يتركه لأهل بيته. كما يمكن أن يترك المضحي لحلال أضحية بكامله لأهل بيته حسب حالتهم، و لكن تزايد عدد المحتاجين في المجتمع يحبذ توزيع قسم من هذا اللحم أو كله على تلك الفئة من الناس. كيف يتم التصرف في جلد أضحية العيد ؟ يجب إعطاء جلد الأضحية لأحد الفقراء أو للجمعيات الخيرية. ففي حجة الوداع قال الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه، أنه من اللازم التصدق بجلد الإبل التي تم التضحية بها، كما أمر بعدم إعطاء الجزار الذي قام بذبحها أي شئ منها. (أبو داوود، المناسك، 20) و على هذا، لا يجوز بيع جلد الأضحية بمقابل مالي، و لا يجوز أن يعطى الجزار منها شيئا على سبيل الأجرة.