بدا "الشيخ" السلفي عبد الحميد العفرة متحمسا وهو يهاجم النائب البرلماني وممثل الأمة عن فدرالية اليسار الديمقراطي، عمر بلافريج، بمناسبة دعوة هذا الأخير لإلغاء فصول القانون الجنائي 489 و490 و491، المتعلِّقَة بتجريم المثلية الجنسية والعلاقات الجنسية خارج إطار الزواج والخيانة الزوجية، في إطار مقترحات التّعديلات على مشروع هذا القانون. الفقيه الذي وصفه رفاق عمر بالتكفيري على صفحتهم الفايسبوكية، ناشرين جزءا من كلمته التي اختفت فيما بعد، ووصف فيها بدوره عمر ومن معه ب"شياطين الإنس الذين ابتُلينا بهم"، مضيفا: "مع الأسف، تجده تحت قبَّة البرلمان، ويتقاضى راتبا على ظهر الشّعب المغربي، ويطعَن الشّعب المغربي… ويتلقّى أجرا من المغاربة، ويطعن المغاربة، ويريد أن يطعَن فيهم العفاف، والحياء، والحِشمة، وينشر الفساد والعياذ بالله". الداعية وفي تسجيله اعتبر أن "عمر بلافريج دنّس اسم عمر"، مضيفا أنّ "عمر -ابن الخطاب- لو كان حيّا لاقتصَّ منه على ما تفوَّه به، وما اقترفته يداه والسُّمّ الزّعاف الذي يخرج من فيه"، مشدّدا على أنّه "لا يريد الخير للبلد"، علما أنّ عائلته بلافريج أسرة مغربية عريقة، كان فيها المقاومون والمجاهدون الذين صدّوا الاستعمار، وفيهم العلماء". العفرة اتّهم عمر بلافريج بأنّه ممّن "خافوا أن يظهروا إلحادهم، لأن أغلب من ينادي بهذه القضايا ملاحدة"، وزاد: "من يريد أن يستحلَّ ما حرَّمَ الله، نصوص العلماء قاطبة تقول إنّه، ولو استحلّه وأشاعه بلسانه ولو لم يفعله، يَكْفُر، عند الأحناف، والشّافعية، والمالكية، والحنابلة، وغيرهم"، واصفا المدافعين عن الحقوق والحريات الفردية ب"دعاة الحرّيّات الجنسية"، قائلا عنهم: "لهم عقد مع الأسف، وعبيد لفروجهم ونزواتهم، وعبيد لشهواتهم"، قبل أن يسترسل: "الحدث الذي وقع مؤخَّرا وطبَّلَ له بنو عِلمان، وأشاعه بعض المرتزقة الذين لا يريدون الخير لهذا البلد"، وأضاف: "يريدون نشر الإباحية، والحرية المطلقة للزّنا والعلاقات غير الشّرعية، وللّواط، وللسّحاق، وأرادوا أن يجعلوا من أبناء البلد بشرا ممسوخا، وهم أعداء الوطن الحقيقيون"، ووسمهم ب"خيانة هذا الوطن، وهذا الشعب المسلم الأبيّ". مواقف وتهجمات رفضها زملاء ورفاق بلافريج في فيدرالية اليسار الديمقراطي، معتبرين ذلك فتوى تحث على قتل النائب البرلماني الشاب بسبب آراء عبر عنها ما يعد حسب المعنيين إمعانا أكثر في الإجرامية.