ضرب برود واضح العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا في الآونة الأخيرة، خصوصا بعد ما وقع في نيويورك، عندما لم يلتق وزير الخارجية الفرنسي "جان ايفل ودريان" نظيره المغربي "ناصر بوريطة". ولاحظ المراقبون المتخصصون في الحياة الديبلوماسية، أن عدم انعقاد لقاء ثنائي بين رئيسي الديبلوماسية بالجمهورية الفرنسية والمملكة المغربية، على هامش الإجتماع الرئيسي المتعدد الأطراف بالجمعية العامة للأمم المتحدةبنيويورك، ينذر بتوتر العلاقة بين الطرفين، حسب ما أورد منبر "موند أفريك" المتخصص. وكانت العلاقة بين البلدين ومنذ استقلال المغرب سنة 1956، دائما متميزة واستراتيجية بل استثنائية، حيث من الصعب وجود منطقة لا تجمع استراتيجيا الرباطوباريس، على جميع المستويات، السياسية، الإقتصادية، الثقافية، الأكاديمية، والبشرية. لكن المفاجأة يوضح ذات المصدر، هي عدم لقاء وزيري خارجية البلدين على غير العادة، حيث دأب البلدين على لقاء ثنائي بينهما دائما على الهامش، يكون فرصة للطرفين من أجل تقديم نظرة عامة والتنسيق بينهما بشأن القضايا الرئيسية المطروحة في جدول الأعمال الدولي، على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة. من جهة أخرى، طرح مجموعة من المتتبعين قضية انزعاج باريس من التقارب الإقتصادي غير "المفهوم" بين المغرب وإسبانيا، حيث أصبحت الشركات الإسبانية تحظى بحصة كبيرة داخل النسيج الإقتصادي المغربي، وتهدد المصالح الفرنسية الإستراتيجية بالمغرب. وتعتبر الجمهورية الفرنسية المملكة المغربية، شريكا أساسيا وسوقا خلفية لها لا يمكن أن تسمح لأي كان أن ينازعها فيه.