منذ عقود قليلة، بدأ الأطباء يتكلمون عن حالات ما قبل المرض، وهي الحالات التي يبدي الإنسان فيها استعدادا للإصابة بمرض مزمن (يعرف ذلك عن طريق فحص فيزيائي أو مخبري عادة)، مما يفرض عليه أخذ الحذر، وتطبيق توصيات معينة تساعده في تجنب الوقوع في حبائل المرض ومضاعفاته في المستقبل. * حالة ما قبل السكري Prediabetes لقد ثبت أن انتشار هذه الحالة هو أكثر مما كان متوقعا، وصرحت رابطة السكري الأميركية منذ فترة قريبة، أن واحدا من كل ثلاثة أميركيين اليوم لديهم حالة ما قبل السكري (من النوع الثاني)، ولا بد أن هذا الرقم هو أعلى من ذلك في بلادنا العربية، حيث تعتبر نسبة الإصابات بداء السكري في منطقة الخليج من أعلى النسب بالعالم.
والعوامل التي تلعب دورا في اكتساب هذه الحالة هي: - تقدم السن (فوق الخامسة والأربعين). - قلة الحركة. - زيادة الوزن، وزيادة محيط الخصر. - تواجد السكري في أحد أفراد العائلة المقربين، والانتماء إلى بعض القوميات. - الإصابة بارتفاع الضغط، وانخفاض الكولسترول الجيد HDL وارتفاع ثلاثي الغليسيريد. - بالنسبة للنساء، إصابة المرأة بالسكري أثناء الحمل، أو إصابتها بمرض تعدد الكيسات في المبيض.
* كيف تشخص الحالة؟ تشخص الحالة بفحص دموي يؤخذ إذا تواجد لديك أكثر من واحد من العوامل المؤهبة. وبينما كان فحص سكر الدم المجرى بعد صيام 8 ساعات هو المعتمد (يكون الفحص طبيعيا إذا كان الرقم تحت 100 مغ/دل، ويدل على حالة ما قبل السكري إن كان الرقم بين 100 و125، وعلى الإصابة الصريحة بالسكري إن كان أعلى من 125).
إلا أن أكثر الأطباء يلجؤون اليوم إلى فحص الهيموغلوبين A1c الذي لا يحتاج لصيام، ويعكس مستوى سكر الدم على فترة أطول (يعتبر الرقم الطبيعي تحت 5.6%، وتدل الأرقام بين 5.7% و6.4% على حالة ما قبل السكري، والأرقام التي تعلو عن 6.5% على وجود داء سكري صريح).
فإذا ثبت بالفحص أن لديك حالة ما قبل السكري، فلا يعني هذا أنك مريض، ولا يعني أن عليك أخذ أي دواء، لكنه يدل أنه أصبح لزاما عليك أن تغير أسلوب حياتك لتتقي الوقوع في براثن مرض السكري ومضاعفاته، وقد تبين بالإحصاء والتجربة أن ما يقرب من ثلثي المصابين بحالة ما قبل السكري يمكنهم تفادي المرض إن هم طبقوا نصائح تعديل أسلوب الحياة هذه بشكل جدي.
* ما هي الوسائل الوقائية التي عليك تطبيقها؟ 1- راقب وزنك ولا يعني هذا خسارة الكثير من الوزن، فمجرد إنقاص 7% من وزنك كاف لأن تصنف مع الذين سيتمكنون من تفادي الوقوع في براثن المرض.
2- مارس التمارين الرياضية بجدية بينت الإحصاءات أن 150 دقيقة من التمرين أسبوعيا (أقل من نصف ساعة يوميا) كفيلة بدفع خطر المرض، ذلك لأن التمارين تساعد على إبقاء الوزن في الحدود الأدنى، كما أنها تحسن من مقدرة الجسم على استخدام الأنسولين.
ويفضل أن تجرى التمارين في جو من الحرارة المنخفضة (حوالي 17 درجة مئوية)، وذلك لدعم الشحوم البنية brown fat في جسمك، التي تساعد في حرق السعرات الحرارية وحرق سكر الدم.
3- تناول المزيد والمزيد من الألياف فالألياف هي دعامات البكتيريا الحميدة في جهازنا الهضمي التي بينت الدراسات الحديثة أن لها دورا أساسيا في تنظيم سكر الدم. وتوصي المؤسسات الصحية أن يتناول الرجل البالغ 30 غ من الألياف يوميا، والمرأة 21 غ على الأقل، الأمر الذي يمكننا تحقيقه بأكل المزيد من الفواكه والخضار والبقول والمكسرات والحبوب الكاملة.
4- انقطع عن السجائر تدل الإحصاءات على أن احتمال الإصابة بداء السكري تزيد عند المدخنين بنسبة 30-40% مقارنة مع غير المدخنين، لأن النيكوتين يرفع من مقاومة الأنسولين، لذلك استفد من وصايانا التي عرضناها في الموقع لتتخلص من هذه العادة التي تؤذيك على أكثر من مستوى.
5- خذ قسطك الوافر من النوم عليك أن تنام 7 ساعات يوميا على الأقل، فالنوم القليل هو أحد عوامل الخطورة في الإصابة بداء السكري، ويفضل أن يكون ذلك باللجوء باكرا إلى السرير (بدل الاستيقاظ المتأخر)، ما يدعو للتوقف عن شرب القهوة ومراقبة التليفزيون والانغماس بالأعمال الإلكترونية، بضع ساعات قبل موعد النوم.
6- تحقق من مستوى الفيتامين D لديك إذ تبين أن هذا الفيتامين ضروري في عملية استقلاب (أيض) سكر الدم، فإذا لم تكن تحصل على كمية كافية من أشعة الشمس، وكان تركيز الفيتامين D لديك دون 40 نانوغرام/ ميليليتر، فقد يصف لك طبيبك مكملات الفيتامين D.