مباشرة بعد حلقة السبت الماضي، من البرنامج الإذاعي "حضي راسك"، والذي يقدمه محمد عمورة، عن موضوع "الخيانة الطبية"، سارع كل من وزير الصحة أنس الدكالي، ورئيس الهيئة الوطنية للطبيبات والأطباء برفع شكايتين مستعجلتين لرئيسة الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وذلك بهدف "اتخاذ الإجراءات اللازمة لرد الاعتبار لكل مهنيي الصحة، سواء بالقطاع العام أو الخاص، من خلال مقتضيات قانون الاتصال السمعي البصري والتدخل بشكل مستعجل للحيلولة دون بث الجزء الثاني من الحلقة المرتقب إذاعتها يوم السبت 31 غشت الجاري"، رغم تأكيد الإعلامي المعروف أنه "خلال الحلقة المذكورة من برنامج احضي راسك كرر لأربع مرات في فترات متفرقة من عمر الحلقة أنه لا يعمم و أنه يوجه تحية خاصة للأطباء الشرفاء وقدم صور التلاعب بصحة المواطنين من قبل عدماء الضمير". رواد الفايسبوك وككل مرة، عبروا عن مواقف عبرت في مجملها عن دعم عمورة وبرنامجه، بل إن الغالبية العظمى صبت جام غضبها على وزير الصحة وحملته مسؤولية التدهور المتواصل للقطاع المسؤول عن صحة المغاربة، باحجوب كتب: "برافو الأستاذ عمورة . الحق يعلو ولا يعلو عليه. كل المغاربة معك"، أما "المتتبع" فقال: "صحيح ماقاله السيد الصحفي المحترم عمورة في برنامجه الشهير والرائع... وما على وزير الصحة والأطباء الا ان يعترفوا ليصححوا الاوضاع.... مع تنزيهه لزمرة الأطباء المتميزين طبعا... JR ركز على عدم التعميم وكتب: "هناك بعض الأطباء المخلصين وهمهم هو شفاء المريض وهناك نوع آخر همهم هو جمع المال واتكلم عن تجربة"، أما آخر فقال: "سي عمورة ما كدبش، وأي قطاع فيه الزوين و فيه الخايب..." عبد الله فاختار مهاجمة الوزير والقطاع معا، وكتب: "السيد عمورة صحافي قح و مواطن صالح! وقطاع الصحة يعيش فضائح مجلجلة في عهد وزير لا يتقن سوى أخذ الصور... و إلجام أفواه كل من يقومون بفضح التسيب الذي حول هذا القطاع إلى مسلخ للمغاربة..."، أما "مواطن مغربي" فتساءل: "متى كان المنع حلا ؟ غريب أمر بعض المسؤولين... الذين يفضلون تغطية الشمس بالغربال بدل الاهتمام بمعالجة مشاكل المواطنين. مشاكل قطاع الصحة يعرفها الخاص والعام وليس بمنع برنامج اذاعي سيتم حلها". محمد سعيد علق على ما يقع بالقول: "المهم ان الحلقة خلقت تفاعلا من شأنه ان يساهم في التصحيح...."، ومحمد سجل ملاحظة وتساؤلا في آن واحد: "اين كان هؤلاء حين خصصت حلقات برنامجك للمحامين و الموثقين و الاساتذة والسائقين و و....أحرام انتقاد الاطباء ؟؟ وفقك الله..."، أما آخر فاختار نقل رسالة لدكتور صيدلاني مصري معروف، هو د وحيد عبد الصمد، وجهها للأطباء في بلده جاء في التدوينة: تحية إلى السيد عمورة. هذه تعليق أحد الإخوة على صفحة في الفايسبوك نقلته كما هو دون تصرف رسالة الى كل طبيب : من الخيانة أن يبيع الطبيب مريضه لشركات الأدوية التى تمنحه (مالا ... هدايا ... حضور مؤتمرات علمية ... رحلات ترفيهية ... إلخ ) مقابل أن يكتب الدواء الذي تنتجه هذه الشركة او تلك ، مع وجود مثيل له في السوق بنفس الفاعلية وأقل سعرا. من الخيانة أيضا أن يبيع الطبيب مريضه لمعامل ومختبرات التحاليل والأشعة الأغلى تكلفة بحجة انه لا يثق إلا بها، وحقيقة الأمر أنه متعاقد معهم على نسبة(عمولة) مقابل إرسال المرضى لهم ويزداد الأمر بشاعة حين يكتب له أشعة وتحاليل لا يحتاج اليها في الحقيقة لمجرد أن يحصل على نسبته منها .. من الخيانة أيضا ان يجري الطبيب أو الطبيبة عملية قيصرية لا تحتاجها الحامل من أجل المال وقد يكون بالامكان توليدها طبيعيا .. من الخيانة أن يوقف الطبيب إجراء عمليات جراحية بالمستشفى العام لينفرد بإجرائها في المستشفيات الخاصة ويضع تسعيرات خيالية تقصم ظهر اهل المريض وربما يستدينون ويبيعون اغلى ما يملكون بابخس الأثمان وربما اضطروا الى ذل وجوههم لتوفير هذه الاموال .. ومن الخيانة أن يطلب الطبيب وضع المولود في حضانة وهو يعلم ان لا حاجة لذلك كله فقط من أجل المال .. ومن الخيانة أن يذهب سائق الإسعاف الذي يناط به إغاثة الملهوف بالمريض الى المستشفى التى تعطيه نسبة مقابل كل مريض حتى لو كانت هناك مستشفيات أرخص أو أفضل .. ومن الجشع والخيانة ان يتم استنزاف اموال المريض في مستشفى لا توجد لديه الإمكانيات والتخصصات لمثل هذه الحالة وفي الاخير يقال له نحن آسفين الحالة خطيرة ولازم تنقلوها الى مستشفى متخصص رغم علمهم ذلك من البداية. ومن الخيانة والجشع ان يتم تأجير سيارة الاسعاف بمبالغ باهظة وخيالية لنقل الحالات التي تستدعي التحويل الى مكان آخر هل ندرس الطب لنرتقي به ونخدم المرضى أم لنمطتي به ظهور البشر ..!!؟!! الطب يا سادة رسالة سامية ومهنة إنسانية لها ضوابط وميثاق شرف غير مكتوب يحمله الأطباء في قلوبهم وليس في جيوبهم. تحية للأطباء الشرفاء اصحاب الضمائر الحية اينما كانوا .. ولا نستطيع ايفاءهم حقهم من الشكر والثناء ولكن أجرهم عند ربهم اكبر واعظم من كل اموال الكون. الضمير هو السلطة الرقابية العظمى فراجع ضميرك لأنه مفتاح قبول الأعمال الصالحة عند رب العالمين. اخاطب الضمير الإنساني لكل طبيب في وطننا الحبيب بعد أن تفشت هذه السلبيات التي تسببت في إفقار وموت الكثير من المواطنين البسطاء دون وازع من ضمير أوخوف من الله أو رحمة .. الرجاء نشرها لتصل إلى كلّ طبيب وإلى كلّ شركات وتجار الأدوية وإلى كلّ أصحاب المستشفيات الخاصة والمختبرات."