أثار اتهام عبد الإله بن كيران رئيس الحكومة الأطباء بالجشع وجمع المال، والقيام بعمليات جراحية لا ضرورة لها ، موجة غضب عارمة ، جعلت أطباء القطاع الحر يراسلونه للإعلان عن استيائهم وتذمرهم من تصريحات اعتبروها «غير مسؤولة». وقد استنفر فيديو لرئيس الحكومة عبد الإله بن كيران يتحدث فيه عن الأطباء بكونهم لا يبحثون سوى عن «الفلوس» رواد مواقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك من نساء ورجال الصحة للتنديد بنظرة رئيس الحكومة إلى الطبيب، واستمراره في تغليط الرأي العام لأهداف سياسوية واتهامهم بأنهم ليست لهم «كبدة» على قطاع الصحة. وطالبت النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر رئيس الحكومة بالتراجع عن التصريحات المسيئة ، التي وصفوها بالشعبوية، والتي لن تعمل إلا على تأجيج شرارة التحريض ضد الأطباء وزرع الحقد والكراهية ، وبأنها إهانة لذكاء الشعب المغربي ، متسائلين عن إمكانية استدراج مريض إلى غرفة العمليات دون إجراء الفحوصات والتحاليل ، والتي تصبح غير ضرورية في بعض الحالات الإستعجالية ، التي تفرض تدخلا جراحيا بمجرد الشك في المرض، في حين يعتبر خطأ طبيا إن لم يجري الطبيب العملية الجراحية في الوقت المحدد. وبالنسبة للمستحقات فقد أكد الأطباء بأنها تظل هزيلة بالمقارنة مع تكلفة العملية والمجهود العلمي والفكري الذي يبذله الطبيب ، بالمقارنة مع الدول المجاورة ، وفي ظل الإرتفاع المستمر لأسعار المواد الغذائية والمحروقات الذي اكتوى بنارها المغاربة بما فيهم الأطباء خلال الولاية الحالية لحزب العدالة والتنمية ، محملين مسؤولية تدهور القطاع الصحي إلى الحكومة التي تسير في اتجاه خوصصة القطاع. واعتبر الأطباء بأن تقرير المجلس الإقتصادي والإجتماعي والبيئي حول الصحة ، أكبر إدانة للحكومة الحالية ،حين أكد فشلها في تدبير القطاع ، وأنه المسؤول الأولى عن الوضعية المزرية والكارثية للمستشفيات العمومية ، والتي تتسبب في معاناة المواطنين للولوج إلى العلاج، في وقت يقدم الأطباء تضحيات جسيمة من أجل تقديم العلاجات للمواطنين وبمستوى عال في ظل الخصاص وغياب التجهيزات والإمكانيات.