الحيوان الذي ظهر في شريط فيديو وهو ينهش لحم السيدة حنان، وما أكثر هذه الحيوانات التي تعيش بيننا. لم يغتصب حنان وحدها، بل إنه استعماله الأسلوب المخزني في استعمال القنينة ايام سنوات الرصاص يجعل من الجريمة رسالة لمن يهمه أمر المستقبل. الحيوانات الأخرى التي كانت توثق لحظة انتهاك جسد انسانة عارية معزولة، عارية مثل الحقيقة، لم ترتكب فقط جريمة الامتناع عن تقديم مساعدة لشخص في خطر، بل هي الخطر نفسه، وبعض الذين شاهدو الشريط ببرودة دم قد تكون لهم نفس الخصائص الإجرامية.. طالما أن التهمة هي التلذذ بمشاهدة اغتصاب امرأة.. مهما كان العقاب الذي سيلقاه هذا الكلب.. والكلب له سبعة أرواح.. فإن السكوت عن هذه الجريمة دليل على اغتصاب جسد مجتمع بكامله... دليل على فقدان جماعي للوعي بمخاطر المرحلة المقبلة حيث تنتحر الإنسانية فينا مقابل فسح مجال أكبر للهمج الذين يحسمون الخلافات والانتخابات والتصويت على الدستور بطرق بدائية.. صدق أو لا تصدق، الهمج مواطنون مثلنا يأكلون ويشربون ويتجولون بكل حرية في الأسواق، ويدافعون عن حقهم في الوجود وحقهم من حقوق الإنسان.. وأكثر من ذلك هناك من يوظف مئات السنوات من الدراسة والبحث الأكاديمي لتبرير جرائمهم مقابل الاستفادة من حصص "الجهل المقدس"، والنتيجة " تنمية التخلف" بدل تنمية الإنسان. بكينا من أجلك يا حنان وهذا أضعف الايمان، إن لن يكن هو الكفر عينه .. ولكن التاريخ لا يرحم ولترقد روحك بسلام.. أما النخوة فعليها السلام.. ولا سلام إلا بعد الحرب. بلاغات الأمن الوطني وقصائد الشعراء وتضامن البؤساء وبكاء الفاشلين..لن يغير في الأمر شيئا إذا لم نبدأ معركة "بناء الانسان" وهدم قلاع الجهل..إنها رسالة المخزن أكثر من كونها رسالة للمواطنين العزل. *رئيس تحرير أسبوعية الأسبوع الصحفي