لم يكن ناصر لاركيط ومن يحوم حوله في فلك جامعة فوزي لقجع، يتوقعون أن اللاعب اسماعيل بناصر، الذي تم تجاهل رغبته الجادة في حمل قميص الوطني المغربي، سيتوج بلقب "كأس إفريقيا" في سن مبكرة جدا، علاوة على حصده جائزة أحسن لاعب خلال البطولة التي توج خلالها محاربو الصحراء بهذا اللقب القاري، الثاني من نوعه في تاريخ الكرة الجزائرية. الحكاية انطلقت بحسب مصادر مؤكدة، قبل عامين بعاصمة الضباب لندن، حينما اتصل والد اللاعب اسماعيل بناصر، وهو للإشارة من أصول مغربية، آنذاك بناصر لاركيط، المدير التقني للمنتخبات المغربية، وأبلغه رغبة "اسماعيل" في حمل قميص الأسود، لكن ناصر وبدل أن يأخذ هذا الطلب على محمل من الجد، أخبره بأن عليه المرور عبر المنتخب الأولمبي، كشرط أساسي للالتحاق بكتيبة الأسود. أمام هذا الإكراه الصعب، وجد اللاعب اسماعيل بناصر من يقدر موهبته، حيث سارع المسؤولون في الجامعة الجزائرية إلى طلب وده، لتمثيل منتخبهم الوطني، على اعتبار أن والدته جزائرية، وهو ما تم بالفعل، حيث بصم بناصر رغم حداثة سنه، عن مسار خرافي رفقة محاربي الصحراء، توجه بلقب قاري. ما وقع ل"إسماعيل" هو صورة كاربونية لما وقع لعدد من اللاعبين الذين تم استبعادهم بطريقة مهينة، قبل أن تكشف الأيام أنهم جواهر كروية رفيعة القدر، تماما كما حصل مع مروان فلايني وعدد آخر من المواهب المغربية التي اختارت "جورا" تمثيل منتخبات أخرى.