إن كان تتويج الشاب إسماعيل بن ناصر أفضل لاعب في النسخة 32 لكأس إفريقيا للأمم قد فاجأ الكثيرين بالنظر إلى أن الترشيحات كانت تصب في اتجاه كل من الجزائري رياض محرز والسينغالي ساديو ماني، إلا أن الأرقام والمعطيات والكشوفات الرقمية لسقاء منتخب الجزائر الرائع إسماعيل بن ناصر هي التي أهلته لكي يكون الأفضل على مستوى هذه النسخة وهو اختيار موفق ومنطقي للغاية. إسماعيل بن ناصر الرئة الأخرى التي يتنفس منها المنتخب الجزائري والذي يتوج اليوم مع الخضر بلقب كأس إفريقيا للأمم تحمل سيرته الذاتية قصة طريفة، فهذا الشاب كان حلمه ذات يوم أن يرتدي قميص الفريق الوطني المغربي لأن دمه مغربي فوالده مغربي من أبناء مدينة تازة وأمه جزائرية، هذا الحلم لغاية الأسف تكسر ذات يوم على صخرة ليحول الشاب بن ناصر سفينة الحلم شرقا في اتجاه وطن الأم. ما هى قصة بن ناصر الغريبة؟ إسماعيل بن ناصر، له قصة طريفة فى اللعب مع المنتخب الجزائرى اذ انه يحمل 3 جنسيات، فأمه جزائرية، ووالده مغربي، بالإضافة إلى أنه يحمل الجنسية الفرنسية التي مثل منتخبها في منافسات الناشئين، حيث سبق له اللعب بقميص الديوك تحت 18 سنة في أربع مناسبات، كما شارك مع منتخب تحت 19 سنة في 5 مباريات. وبعد صراع بين الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والإتحاد الجزائري للعبة حول إسماعيل بن ناصر، سيختار اللاعب الدفاع عن ألوان الخضر على حساب أسود الأطلس وكان ذلك عام 2016 بحصوله على الجنسية الجزائرية، باعتبار أن والدته جزائرية. لماذا فضل «الخضر» على «الأسود»؟ ورغم أن المغاربة هم من أول من اكتشفوا موهبة اللاعب وهو فى سن ال17 وحاولوا الاستفادة من خدماته، وبالفعل بدأوا فى التفاوض مع بن ناصر ليرتدي قميص منتخبهم، إلا أن العرض من جانبهم لم يكن مرضيا لطموح الموهبة الشابة، إذ طلبوه للانضمام للمنتخب الأولمبي أو منتخب الشباب ، فى المقابل انتهزت الجزائر الفرصة وقدمت له مشروعا وضمانات بالانضمام للمنتخب الاول مباشرة، وهو ما كان مقنعا للاعب الذى علق حينها بالقول: «مشروع الجزائر يرضينى أكثر». وعاش المغاربة فى صدمة كبيرة من قرار اللاعب بن ناصر، خصوصا وأنهم كانوا على ثقة فى تكرار سابق انتصار في قضية مشابهة مع الجزائر أيضا مرتبطة باللاعب المهدي بنعطية. وكان بنعطية، عميد «الأسود»، قد تلقى دعوة للعب للمنتخب الجزائري، باعتبار أن والدته جزائرية الأصل، غير أنه فضل خوض المباريات بقميص المغرب، حيث خاض أول لقاء دولى له مع المنتخب المغربي ضد نظيره زامبيا في مباراة ودية يوم 19 نونبر 2008، كما سجل أول هدف دولي له في مرمى المنتخب الجزائري سنة 2011. مقاطعة والده! قرار بن ناصر باللعب للجزائر، تسبب فى خلاف كبير مع والده المغربي وظل مقاطعا له فترة من الزمن، قبل ان تهدأ الأوضاع بمرور الوقت والتأقلم على الوضع الجديد، وفي ذلك قال اللاعب حينها: «والدى غضب بشدة من قراري، و له الحق فى ذلك فالمغرب بلده، ولكنه مع الأيام تفهم موقفي واختياري بعيدا عن العاطفة والذي فيه مصلحتي الكروية». مسيرته بين فرنسا وإنجلترا وإيطاليا إسماعيل بن ناصر (21 عاما) بدأ مشواره الإحترافي مع نادي أرل أفينيون الفرنسي، ومع نبوغ موهبته انتقل لصفوف أرسنال الإنجليزي سنة 2015، بعدما أظهر أرسين فينغر اعجابا بإمكانياته، لكنه لم يتأقلم مع الأجواء، وبعد عامين وفي سنة 2017 عاد إلى فرنسا من جديد عبر بوابة تولوز الفرنسي على سبيل الإعارة، وهو الآن يلعب لنادي أمبولي الإيطالي وبعد ال «كان» بات مرشحا بقوة للإنضمام إلى نادي إس ميلان الإيطالي عطفا على مستوياته الرائعة التي قدمها خلال ال «كان». وقبل أن يدخل كأس إفريقيا للأمم التي ستقدمه للعالم نجما جديدا في سماء كرة القدم، كان إسماعيل بن ناصر قد توج أفضل لاعب فى نادي إمبولي الإيطالي خلال الموسم المنتهي، متفوقا على الهداف فرانشيسكو كابوتو الذي سجل 15 هدفا.