لا شك أن الإعلام الرياضي يلعب دورا كبيرا في تقدم الشعوب أو انحطاطها، ويقاس عليه مدى تحضر الدول بما تقدمه من إعلام رياضي راق وصادق ومتحضر. إلا أن ما نشاهده عبر وسائل الإعلام الرياضية المختلفة من تعصب وتشنج يؤكد بالملموس على أن الإعلام الرياضي لم يعد يؤدي دوره في نقل الحقيقة والنقد البناء بل أصبحت ساحة لتصفية الحسابات الضيقة، تستعمل فيها جميع الأسلحة المحرمة من تضليل وتشكيك وقلب للحقائق.
فالإعلام الرياضي أصبح مؤخرا مرتعا لتأجيج التعصب ونشر الإساءة والانحدار في لغته الرياضية إلى مستوى الحضيض.
إن مواقع التواصل الاجتماعي بينت حقائق مجموعة من الإعلاميين الرياضيين وذلك من خلال بث تعصبهم ومقتهم للطرف الآخر سواء كان فريقا او مسيرا أو لاعبا.
فما وقع مؤخرا بعد فضيحة رادس برسم نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، وما تلاه من تحليلات عبر مختلف الوسائط أدت إلى انفلات إعلامي وتجاوزات مهنية صارخة تصل إلى حد السب والشتم والقذف والكراهية بين شعبين شقيقين، بل الأخطر من ذلك وصل الحد للراشق بالكلمات بين جمهورين من نفس المدينة.
إن ضعف الرقابة الإعلامية والمهنية على ما يطرحه الإعلاميون الرياضيون وكتاب الرأي وعامة أفراد المجتمع من أفكار وآراء من شأنها الانحراف بأخلاقيات المجتمع وسلوكياته وتؤدي إلى إيقاد نار الفتنة بين مختلف الشرائح.
فمتى سيتحول الخطاب الاعلامي الرياضي سواء المغربي او العربي إلى وسيلة للنقد البناء ووسيلة لتوطيد العلاقات في مختلف المجالات؟