انضمت شركة "موتورولا موبيليتي" المملوكة من قبل شركة "جوجل" إلى الفريق "الساخر" من خدمة خرائط آبل الجديدة، التي تُعد أحد أبرز التغييرات الجذرية في نظام تشغيلها الجديد "آي أو إس 6"، والتي لم تحظَ بترحاب وثناء كما كان متوقعاً من قبل "آبل". يذكر أن "آبل" كانت قد استحواذت على ثلاث شركات عالمية رائدة في هذا القطاع، ووعدت بها عشاق "آي فون" بتقديم أفضل خدمة خرائط في العالم مقارنة بأي خدمة أخرى. ثمن تخلي "آبل" عن خدمات "جوجل" وإلى جانب الحملات الهجومية الساخرة التي أطلقتها كبرى الشركات المنافسة على الساحة التقنية ك"سامسونغ" و"نوكيا" في محاولة منها ل"الاصطياد في الماء العكر"، شنت أيضاً "موتورولا" حملة إعلانات مكثفة مستغلة الخلل الفادح والأداء الضعيف الذي بدت به خدمة خرائط "آبل". ووصف العديد من الخبراء التقنيين والمستخدمين العاديين أداء خدمة الخرائط ب"الكارثي"، فور طرح الهاتف بالأسواق العالمية، مشتكين من الأخطاء الملاحية العديدة وتبديل الأماكن والمواقع وأسماء المدن بل اختفاء بعضها أحياناً من على الخرائط. واعتبر بعض المحللين في مجال التقنية أن تخلي "آبل" عن خبرة وعراقة شركة جوجل في هذا المجال كان ضحيته المستهلكين، الذين وجهوا موجة انتقادات عارمة لآبل مطالبين بعودة خدمة خرائط جوجل مرة أخرى إلى هواتفهم الذكية، فيما استغلت شركة "جوجل" هذه النداءات الغاضبة عبر تغريداتها من خلال شركة "موتورولا". هاش تاغ "#iLost" واعتمدت حملة "موتورولا" المضادة لآبل والترويجية في الوقت ذاته لهاتفها الذكي الجديد "Razr M" على عدة مواقع تواصل اجتماعي، ابتداءً من نشر تويتر حيث أطلقت وسم "هاش تاغ" شعاره "#iLost". كما غردت موتورولا برسالة على تويتر مضمونها أن "العالم الحقيقي هو الذي يليق بيدك" مرفق معها صورة لخدمة خرائط جوجل على هاتفها الذكي ممسوكاً باليد، بينما يظهر هاتف آبل الجديد بصورة استفزازية متضمنة عنواناً بخلاف العنوان الذي يبحث عنه المستخدم. أما على موقع فيسبوك فكتبت موتورولا رسالة على صفحتها فحواها: "خدمة خرائط جوجل ستوافيك بتقارير حية مباشرة عن حركة المرور بالألوان الأخضر والأصفر والأحمر، لتكون دليلك أينما كنت"، مشيرة إلى عدم قدرة خدمة خرائط آبل لتوجيه وإرشاد المستخدم أثناء قيامه برحلته. وعلى موقع "جوجل بلس" نشرت موتورولا إعلاناً على شكل سؤال: "هل تبحث عن شارع "315 E 15th" في مدينة مانهاتن"، ويجيب الإعلان: "بإمكانك الوصول إليه عبر "جوجل مابس" مع هاتف درويد رازر"، بينما يظهر العنوان مفقوداً على هاتف "آي فون". "آبل" تطلب التحلي بالصبر ومن جانبها، لم ترد "آبل" على الحملات التي طالتها، مطالبةً بإعطائها مزيداً من الوقت والتحلي بالصبر لإصلاح الأخطاء. وأكدت أن فريق عمل الشركة بأكمله يعمل تحت ضغط نفسي وعصبي لإعادة الأمور إلى نصابها. يذكر أن بعض الجهات وجهت اللوم في شأن فشل برنامج الخرائط الخاص ب"أيفون5" على شركة "Tom Tom" الهولندية كونها إحدى القواعد الأساسية التي ارتكزت عليها آبل في خدمتها. ودافعت الشركة المذكورة عن نفسها بقوة، موضحة أن دورها يقتصر على توفير قاعدة بيانات سليمة، منوهةً إلى تاريخها العريق في هذا المضمار على مدى ال20 عاماً الماضية مع العديد من الشركات التقنية. وأشارت "Tom Tom" إلى أن "آبل" ليست المذنبة الوحيدة ولا ينبغي أن يقع على كاهلها الخطأ كله، فهي تعتمد على أكثر من 20 شريكا آخر، ما يعني نسبة احتمال حدوث مزج أو خلط بين البيانات الملاحية مع البيانات الأخرى كبيرة جدا، مما ينتج عنه بعض الأخطاء الجسيمة.